في ظل انتشار بعض الصور والفيديوهات التي تظهر شباب مسلمين وهم يؤدون رقصة الهاكا النيوزيلندية التقليدية، يبرز سؤال شرعي مهم: هل هذه الرقصة جائزة أم محرمة في الإسلام؟
بعد دراسة دقيقة لهذه الظاهرة، يمكننا تقديم الآتي بناءً على النصوص الشرعية والقواعد الفقهية. أولاً، يجب التنويه إلى طبيعة رقصة الهاكا نفسها، فهي وفقًا لمصادر تاريخية موثوقة، كانت تُستخدم في الأصل كمقدمة لصراعات أو مواجهات عسكرية لدى الشعب الماوري الأصلي في نيوزلندا. بالإضافة إلى ذلك، هناك أدلة تشير إلى وجود عناصر مرتبطة بعقائد وثنية داخل هذه الرقصة.
بالنظر إلى الأحكام الإسلامية فيما يتعلق بالممارسات والثقافات غير الإسلامية، يأتي التحليل التالي: يشدد علماء الدين الإسلامي على أهمية عدم التشابه مع الكفار فيما يتعلق بالعادات الخاصة بهم والتي تميزهم عن الآخرين. فعلى سبيل المثال، ورد في الحديث النبوي الشريف "من تشبه بقوم فهو منهم". وهذا يعني أنه عندما يشارك مسلمون في شعائر خاصة بأتباع دين آخر، فقد يعكس ذلك قبول ضمني لتلك الشعائر ودعم لها، مما يعد مخالفًا لتعاليم الإسلام.
بالإضافة لذلك، إذا كانت رقصة الهاكا تحتوي على أي نوع من الاستعانة بغير الله سبحانه وتعالى سواء بشكل مباشر أو ضمني - وهو أمر وارد بحسب التاريخ والمعرفة العامة بهذه الرقصة - فسيكون الأمر ذا حرمة أكبر حيث يحظر القرآن الكريم والحديث النبوي جميع أشكال الإشراك بالله عزوجل.
وفي النهاية، ينصح العلماء المسلمون بأن يبقى المسلم متحديًا وفخورًا بتراثه الديني. بينما من المهم احترام وتقدير التنوع الثقافي العالمي، إلا أنه ليس هنالك سبب للاختيار الطوعي لدمج تلك العناصر الثقافية المحملة بالقضايا الروحية والمعنوية المحتملة في حياتنا اليومية.
ومن خلال مراعاة السياقات التاريخية والدينية، يبدو واضحاً أن الدعوة للمشاركة في رقصة الهاكا تخضع لتحذيرات عديدة في القانون الإسلامي وبالتالي لا تعتبر مناسبة للمسلمين.