• صاحب المنشور: شروق السوسي
  
  ملخص النقاش:
  التعايش مع التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي (AI) يمثل تحدياً كبيراً ومثيراً للإنسانية. هذا الموضوع يتناول جوانب متعددة ومتداخلة تؤثر على مختلف مجالات الحياة اليومية، بدءاً من الوظائف والتأثير الاقتصادي وانتهاء بالتأثير الاجتماعي والثقافي والأخلاقي.

التأثير الاقتصادي والمهني

مع تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها الواسعة في العديد من المجالات الصناعية والمالية وغيرها، تبرز مخاوف بشأن مستقبل العمل التقليدي وما إذا كانت هذه الأدوات ستحل محل العمال البشريين أم تعمل على تعزيز أدائهم وتحقيق الكفاءة. الدراسات تشير إلى احتمال فقدان بعض الوظائف بسبب الروبوتات وأنظمة الذكاء الاصطناعي، خاصة تلك التي تعتمد على العمليات الآلية والمكررة. لكن جانب آخر لهذه القضية هو أنه يمكن لـ AI تحسين الإنتاجية وخلق وظائف جديدة تتطلب مهارات معرفية عالية وفنية مثل تصميم وإنشاء خوارزميات الذكاء الاصطناعي وصيانة الأنظمة المرتبطة بها. كما يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي مساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في زيادة إنتاجيتها وربحية أعمالها باستخدام حلول ذكية وبأسعار تنافسية مقارنة بالاستثمار الكبير اللازم لوحدة عاملة بشرية كاملة.

تأثير الثقافة والقيم الأخلاقية

إدخال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ينطوي أيضاً على نقاش حول كيفية تأثير ذلك على قيمنا وثقافتنا الإنسانية. قد يؤدي الاعتماد الزائد على الأجهزة المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي إلى تغيير الطريقة التي نتفاعل بها اجتماعياً ونرتبط بها عاطفياً. فالعمل المستمر جنباً إلى جنب مع الابتكار الرقمي له آثار غير مباشرة على التواصل الشخصي والعلاقات البشرية داخل المجتمعات المحلية والمعتمدة ثقافيا واجتماعيا. بالإضافة لذلك هناك مخاوف أخرى تتعلق باستغلال البيانات الشخصية وعدم نزاهتها أثناء استخدام خدمات مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي والتي تحتاج جميعًا لقوانين أكثر قوة لحماية خصوصيتنا ومنع أي شكل من أشكال الاعتداء عليها واستخداماتها الضارة خارج نطاق الموافقات القانونية المسبقة لمستخدمينا النهائيين.

الفرص والمجالات المفتوحة أمام الإنسان

رغم كل المخاطر المحتملة والتحديات المقترنة بالإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي، فإن لهذا التحول فرصة كبيرة لإحداث تغييرات نحو الأحسن في حياة الناس وحياتهم العملية أيضًا حيث يتوقع الخبراء ارتفاع نسبة الاستقرار الوظيفي نتيجة توفر عدد أكبر بكثير من فرص الأعمال الجديدة ذات الحد الأعلى للدخل والإنتاجية مما سيؤدي حتماً لتحسين اقتصاد البلدان الغاربة حاليا أو حتى أقل ثراء نسبياً وذلك عبر دفع عجلة البحث العلمى وابتكار الحلول الفضلى بإستخدام القوة العملاقة المتاحة بفضل قدرות الكمبيوتر الحديثة المدربة سابقاً بواسطة خبرتنا المكتسبة سابقا خلال مراحل تطوير نموذجين للمعلومات الأولي توقيعه الكاتب : محمد حيدر -باحث أكاديمي/جامعة الملك عبد العزيز بجدة بالمملكة العربية السعودية