هاجر، التي تعتبر واحدة من أهم الشخصيات النسائية في التاريخ الإسلامي، كانت جارية مصرية الأصل أهديت إلى السيدة سارة زوجة النبي إبراهيم عليه السلام. بعد وفاة سارة، وهبت هاجر لإبراهيم، مما أدى لتكوين أسرة جديدة ومهمة للغاية في الدين الإسلامي.
ولد إبراهيم وإسماعيل، الأميرة المصرية هاجر، أصبحا رمزاً للصبر والإيمان والقوة في وجه تحديات الحياة القاسية. عندما أمر الله تعالى النبي إبراهيم بتحريكه وزوجته الجديدة وطفله حديث الولادة إلى منطقة صحراوية خالية في مكّة المكرمة، تحملت هاجر بشجاعة الرحلة الطويلة والمعاناة الناجمة عن البقاء في مكان لا يوجد فيه ماء ولا طعام.
في تلك المنطقة الوعرة والصعبة، واصلت هاجر رحلتها بحثاً عن مصدر للماء لابنها إسماعيل. بدأت بسعي مضنى بين جبل الصفا والمروة سبعة مرات قبل أن ينبثق ماء زمزم نتيجة لعناية الله الربانية. هنا ولدت بداية مدينة مكّة المكرمة، والتي أصبحت لاحقاً مركز الحج السنوي للمسلمين حول العالم.
هذه التجربة جعلت من السيدة هاجر شخصية مؤثرة للغاية في تاريخ الإسلام. كما أنها ترمز للإيمان بالقدر والتوكّل على الله، خاصة خلال الأوقات الأكثر ظلمة وظروف حياة الفقر والعوز. بالإضافة لذلك، فإن حكايات سفرها والسعي بين الجبلين هما أساس فريضة الرمل أثناء مناسك الحج.
إن حياة السيدة هاجر مليئة بالعبر والدروس القيمة لكل المسلمين الذين يجدون فيها قوة وثبات أمام المصاعب. إنها شاهد حي على فضل الإيمان والثقة بالقضاء والقدر والأمل المستمر بغذاء الله عز وجل.