• صاحب المنشور: أنيس بن فارس
  
  ملخص النقاش:
  بالتأكيد، إليك مقالًا حول "التوازن بين العمل والحياة" مع الالتزام بالطلبات المقدمة.

التوازن بين العمل والحياة: تحديات العصر الحديث وأفكار عملية

في عصرنا الحالي الذي يشهد تقدّمًا تِقنيًّا كبيرًا وتزايدًا مطَّردًا لمتطلبات الوظائف والمسؤوليّات الشخصيّة والأسرِيَّة والمجتمعِيَّة أيضًا؛ يجد الكثير من الأفراد نفسهم محاصرين تحت ضغط مستمر لتلبية جميع هذه المتطلبات المختلفة. يعاني العديد ممن يُعرفون بثقافة "العمل إلى درجة الإرهاق"، حيث يقضون ساعات طويلة خارج بيوتهم بعيداً عن أحبابهم وممارسة الهوايات والتواصل الاجتماعي وغيرها مما يساعد على تحقيق الصحة النفسية والجسدية والاستقرار العاطفي. إن هذا الواقع قد أدى إلى ظهور حاجة ملحة لإعادة النظر في مُعدلات الوقت المُخصصة لكل جانب من جوانب الحياة اليومية لتحقيق توازن أفضل بين متطلبات العمل ومتطلبات الحياة الشخصية.

يشير مصطلح توازن العمل والحياة أو Work-Life Balance إلى قدرة الفرد على إدارة وقته بطريقة تسمح له بتقديم الأفضل في المجالات المُختلفة التي تشكل حياته بدون الشعور بالإجهاد الزائد في أي مجال منها. لكن كيف يمكن تحقيقه؟ سنناقش هنا بعض الأفكار العملية لمساعدة الأشخاص الذين تسعى لهم مساعدتك على تحقيق ذلك المستوى المثالي للتوازن المنشود:

1 - تحديد الأولويات: الخطوة الأولى نحو الوصول لمستويات أعلى من رضا الذات هي تحديد أهم الأمور بالنسبة لك سواء كانت مرتبطة بمقتضيات وظيفك أم بقضايا عائلية واجتماعية أخرى. قم بإعداد قائمة بالأمور الملزمة ثم تصنيفها بحسب مستوى الضرورة. ستساهم هذه الجلسة الذهنية البسيطة كثيرًا في زيادة كفاءتك أثناء التعامل مع مختلف مجالات عملك وتحسين إنتاجيتك العامة.

2 - وضع حدود واضحة: يتعلق الأمر بالحفاظ على الحدود الواضحة وعدم الخلط بين متطلبات الدوام الرسمي وبقية مسؤوليات الأفراد الأخرى. يعمل فريق الشؤون البشرية لدى مؤسسات القطاع الخاص والعائلي على إبلاغ موظفيه خلال جلسات تدريب داخل الشركة بأن وقت الراحة حقٌ للموظفين وأن استخدامه فيما يفيد مثل القراءة أو الاسترخاء أمر مفيد للغاية ويُحسن التركيز والإنجاز عند الرجوع مرة أخرى للمكتب لاستكمال المهام. كما يحث الدين الإسلامي المؤمنين باتباع نهجه المحكم للحياة والذي يؤكد على ضرورة أخذ قسطٍ من الراحة بعد انتهاء فترة العمل ليذهب الفرد لمنزله ويتسنى له قضاء وقت ممتع برفقة أطفاله وزوجته وفعل الأعمال الخيرية كالصدقات وصلة الرحم وصلة رحمه وغيرها الكثير والتي تعتبر جزءا أساسياً لأي نظام حياة متكامل.

3 - تقسيم المهام حسب الجدول الزمني: تنظيم جدول أعمالك اليومي سيجعلك أكثر فعالية وتركيزًا. قسم وقتك بناءً على توقعاتك بشأن مدى تعقيد كل مهمة واكتب تفاصيل دقيقة لها في دفتر يوميات خاص بك. كن مرنًا وتوقع حدوث تغييرات غير متوقعة فقد تحتاج حينئذ إعادة ترتيب اولوياتك طالما أنها لاتتعارض مع ثوابت دينك ولاخلافاتها الاجتماعية والقانونية.

4 – تعلم فن رفض الطلبات الغير ضرورية : ليس عليك القيام بكل شيء! حدد لنفسك مجموعة ثابتة من المعايير التي ترشدك عندما تتلقى مطالبات جديدة وابتكر اجابات مؤدبة ولكن حاسمة تخلو من اي نوع من الحساسية او الامتعاض تجاه الطالب الأصلي. فمثلاً يمكنك استخدام عبارات توضح عدم القدرة حاليا بسبب انشغال سابق وتمليه ظروف خاصة بالنفس دون التنغيصعلى الآخرين مثلا.

5 - ممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء: احرص دوماً علي اصطحاب طفولتك الداخلية وادخل السرور والسعادة لعائلتك عبر تخصيص فترات راحة منتظمة لمشاهدة فيلم كوميدي مشترك او لعب مباراة