الأعضاء المؤسسون لمشروع القرن الأمريكي الجديد: تحول في السياسة الخارجية الأمريكية
كان أواخر القرن العشرين حقبة محورية للسياسة الخارجية الأمريكية، حيث تميزت بظهور مجموعة من المفكرين وصناع السياسات المؤثرين الذين سعوا إلى إعادة تعريف دور أمريكا على الساحة العالمية. وكان مشروع القرن الأمريكي الجديد (PNAC)، الذي أسسه في عام 1997 مجموعة من الشخصيات المحافظة الجديدة بما في ذلك دونالد رامسفيلد (الكنيسة الإنجيلية صهيوني المعتقد https://t.co/7vopJzlaV7)(رامسفيلد قدم 200 مليون دولار للسيد السيستاني مقابل إصدار فتوى عدم محاربة الاحتلال الأمريكي ودعمه مقابل تسليم العراق له ولجماعته من الخونة أمثال أحمد شلبي ونوري المالكي والجعفري وجماعتهم) ، وديك تشيني (إنجيلي صهيوني)(المدير التنفيذي لشركة هاليبرتون في الفترة من عام 1995 إلى 2000 كمكافأة من الدولة العميقة لخدماته في الحرب ضد العراق والقضاء على الجيش العراقي وحزب البعث)، وبول وولفويتز (بولندي يهودي صهيوني)، وريتشارد نورمان بيرل (يهودي صهيوني يلقب بأمير الظلام (دراكولا) ويعتبر من أهم صقور المحافظين الذين الذين يتحملون مسؤولية الحرب على العراق وقتل مليون عراقي وتهجير البقية سنة وشيعة وتخريب العراق ، وأعضاء مجلسهم الاستشاري لويس ليبي (لقبه سكوتر) المدير السابق لمكتب نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني بين عامي 2001 و 2005 حيث استقال من منصبه وبعد ذلك بسنين وجهت له تهمة الكذب وعرقلة عمل القضاء وذلك عندما اتهم الدبلوماسي جوزف ويلسون إدارة جورج بوش الابن بالكذب بشأن محاولة العراق شراء اليورانيوم من النيجر ، مما شكل أبرز الحجج لتبرير اجتياح العراق في مارس 2003م ، وكشفت الصحف حينها أن زوجة ويلسون، فاليري بليم، أنها عميلة لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية مما عرض حياتها وحياة زوجها لخطر الاغتيال، وقامت واشنطن بإطلاق الشائعات على مدى أشهر، ولكن في سبتمبر، اعترف مساعد وزير الخارجية الأسبق ريتشارد أرميتاج بأنه كان وراء تسريب هذه المعلومات السرية جدا للصحف (هو يأتمر بأوامر ديك تشيني وفريقه من صقور المحافظين من دعاة الحرب) ، مشيراً إلى أنه قام بذلك عن غير قصد! أما كارل روف فهو أحد أبرز مستشاري الرئيس بوش، فاتهم بأنه المصدر الثاني للتسريب، وجون بولتون (إنجيلي صهيوني، يعتبر رغم ملامحة البريئة والمريحة للنظر من هواة الحرب وتغير الانظمة بالقوة وهكذا تتصف سياسته الخارجية ودعا لتغيير النظام في إيران وسوريا وليبيا وفنزويلا وكوبا واليمن وكوريا الشمالية. كما دعا مراراً وتكراراً إلى إنهاء الصفقة النووية الإيرانية وقد تم له ذلك في عهد الرئيس ترامب، وكان من دعاة حرب العراق ولا يزال يدعم قرار غزو العراق، ولقد دعم باستمرار العمل العسكري وتغيير النظام في سوريا وليبيا وإيران وتم مكافأته بتعيينه مستشاراً لمؤسسة فريدوم كابيتال لإدارة الاستثمارات)، وويليام كوهين (نشأ كوهين يهوديّاً (والده ابن مهاجر يهودي روسي) والتحق بالمدرسة العبرية استعدادًا لحفل بار متسفا، لكنه قرر ألا يتابع ذلك عندما أُبلغ أنه سيتعين عليه التحول رسميًا إلى اليهودية، وبدأ عندها بممارسة المسيحية وكان يؤمن بمبادئ الكنيسة الإنجيلية مع الكثير من المعتقدات الصهيونية ولكن كون والدته بروتستانتية إيرلندية فذلك يعني استحالة قبوله في الديانة اليهودية بصورة كاملة ولكنه ظل يؤمن بمبادئها حتى عندما كان يحضر قداس كنيسة كوفينانت المشيخية في أرلينغتون)(وصف بتاريخه المعتدل لكنه كان ضعيفاً أمام إسرائيل وآيباك).
محور هذه الحركة، والهدف من هذه المؤسسة البحثية هو الترويج لسياسة خارجية أمريكية قوية تؤكد على القوة العسكرية، والتدخل الاستباقي، والالتزام بإعادة تشكيل المشهد الجيوسياسي.
المبادئ الأساسية لبيان مشروع القرن الأمريكي الجديد
حدد بيان مشروع القرن الأمريكي الجديد عدة أهداف طموحة، تعكس رغبتهم في وجود أمريكي أكثر حزماً في جميع أنحاء العالم، ومن بين التوصيات الأكثر أهمية:
- التخلي عن معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية: دافع الأعضاء عن الابتعاد عن معاهدة عام 1972، والتي اعتقدوا أنها أعاقت الولايات المتحدة عن تطوير نظام دفاعي شامل ضد الصواريخ الباليستية، وقد مهد هذا الدفاع عن التحديث العسكري الطريق لتحولات لاحقة في السياسة الدفاعية التي أكدت على الاستراتيجيات الاستباقية (تمتلك أمريكا حوالي 5 آلاف رأس نووي ونفسها روسيا وتتمحور النظرية بالقدرة على إنهاء روسيا قبل أن تتمكن من الرد وهذا أمر يستحيل تحقيقه).
- إنشاء قواعد عسكرية أمريكية دائمة في الخارج: دعا مشروع القرن الأمريكي الجديد إلى إنشاء قواعد عسكرية دائمة في مواقع استراتيجية، والتي تجسدت في أماكن جديدة مثل الفلبين وجورجيا والعراق وقطر بعد حرب الخليج في عام 1991. وقد اعتُبر هذا التوسع ضروريًا لإبراز قوة الولايات المتحدة وردع الخصوم المحتملين.
- الترويج لتغيير النظام كهدف للسياسة الخارجية: تصور أعضاء مركز الأبحاث عالمًا حيث يسهل التدخل العسكري الأمريكي لتغيير الأنظمة في العديد من البلدان، بما في ذلك العراق وليبيا وسوريا. لقد اعتقدوا أن إزاحة زعماء مثل صدام حسين ومعمر القذافي وغيرهما من شأنه أن يساهم في إرساء نظام عالمي أكثر استقراراً وديمقراطية والغرض العميق كما فهمنا لاحقاً هو زعزعة المنطقة بالكامل وإضعاف جميع الدول المحيطة بإسرائيل لذا كان لابد من البدء باحتلال العراق وتفكيك الجيش العراقي وقد تم ذلك بل زادوا بتسليم العراق على طبق من ذهب لإيران لتحقيق أهدافها التوسعية بالمنطقة مع استمرار السيطرة على ثروته النفطية لدفع تعويضات غزو الكويت لأمريكا أولاً ثم بقية دول التحالف ثم الكويت.
الدعوة إلى دور شرطة عالمي
لقد تصور مشروع القرن الأمريكي الجديد الولايات المتحدة كشرطة عالمية، غير مثقلة بالقيود التي تفرضها عادة المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة. وزعموا أن مثل هذا النهج من شأنه أن يمكن الولايات المتحدة من الحفاظ على هيمنتها والاستجابة بشكل حاسم للأزمات التي تهدد الاستقرار العالمي، وذكر البيان بشكل ملحوظ أن تحقيق هذه الطموحات قد يتطلب "حدثاً كارثياً ومحفزاً مثل بيرل هاربور جديد"، وهي العبارة التي تردد صداها بعمق في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
إرث مشروع القرن الأمريكي الجديد
كان تأثير مشروع القرن الأمريكي الجديد محسوساً بعمق في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وخاصة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001م، والتي استشهد بها العديد من أعضائه كمبرر للتدخلات العسكرية في العراق وأفغانستان واكتشفنا لاحقاً كذب ادعاءات أمريكا بوجود أسلحة الدمار الشامل في العراق ودمروا أفغانستان وخسرت أمريكا ٣ ترليون دولار خرجت من جيب دافعي الضرائب الأمريكان ودخلت في جيوب لوبي السلاح الأمريكي وجميع مصنعي الآلة العسكرية وسياسييهم وعسكرييهم الفاسدين . إن الخطاب الذي أحاط بهذه التدخلات كان غالبًا ما يردد المشاعر التي عبر عنها بيان مشروع القرن الأمريكي الجديد، والتي صاغها كخطوات ضرورية نحو إقامة عالم أكثر سلامًا وعدالة في الظاهر ولكنه في الحقيقة يخدم المصالح الشخصية للدولة العميقة ولوبي السلاح ولوبي المال ولوبي الطاقة والنقل وكلهم مشتركون في زعزعة السلم العالمي.
على النقيض من ذلك، زعم منتقدو مشروع القرن الأمريكي الجديد أن مثل هذه السياسات العدوانية أدت إلى صراعات مطولة، وزعزعة استقرار المناطق، وتوتر العلاقات الدولية، ولا يزال إرث مشروع القرن الأمريكي الجديد محل نقاش، مما يعكس تعقيدات السياسة الخارجية الأمريكية في حقبة ما بعد الحرب الباردة، مع الأسف اضطر ترامب أن ثني ركبته للآيباك ولقيادات الدولة العميقة للحصول على دعمهم للترشح الرئاسي ، في المقابل وإن كانت خبرة كمالا هاريس في السياسة الخارجية محدودة وانقلاب بايدن الفعلي ضدها عند لبسه لقبعة داعمي ترامب للرئاسة إلّا أننا يجب ألا نستهين بوالدها الروحي أوباما الذي سيساعدها في اختيار فريقها القادم. لا نحب الرئيس السابق أوباما لأنه ساهم فعليّاً في تسليم إيران 300 مليار دولار من أموال إيران الشاه لتأخير قنبلتها النووية فسيطرت على العراق بميليشياتها وعلى سوريا ولبنان واليمن وحاولت السيطرة على البحرين والقطيف والكويت وأثارت القلاقل في جميع هذه الدول ونجحت في إنجاز مشروعها النووي بالكامل مما أضر بدول الخليج العربي وبقية الدول العربية رغم وجود العقوبات الأمريكية عليها وحلفها العسكري الداعم لروسيا ضد أوكرانيا.
الجانب الأهم هو أن أعضاء هذه اللجنة الأمريكية من المسيحيين واليهود معروفون بدعمهم اللامتناهي للصهيونية ولموضوع التحضير لنزول المسيح ….إلخ لكن القاسم المشترك لهم جميعاً أنهم قبضوا ملايين كثيرة من الدولة العميقة وهي بالأصل أموال دافعي الضرائب الأمريكان فأصبحوا من كبار رجال الأعمال هم وأبنائهم ولا داعي للإسهاب في شرح ذلك فهذا أمر معروف ومثبت، لذا من يرفض نظرية المؤامرة خلف الهجوم الإرهابي للحادي عشر من سبتمبر 2001م عليه أن يجلس في بيته ويتأمل تغير العالم بوتيرة سريعة أمام عينيه. هناك حديث للرسول صلى الله عليه وسلم في رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله تعالى ومن رواية الإمام مسلم رحمه الله تعالى: يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة. هل الطيالسة هي نفس العمامة التي يضعها رجال الدين الشيعة الآن، وهل يقصد بأصبهان نفس مدينة أصفهان الحالية، وهل سيرجع اليهود لمدينة أصفهان في زمن ظهور الدجال (قبل الثورة الإسلامية عام 1979، كان هناك 80.000 يهودي في إيران، يتمركزون في طهران (60.000)، شيراز (8000)، كرمانشاه (4000)، أصفهان (3000)، مدن خوزستان، وكذلك كاشان وتبريز وهمدان)، إذ تجمّع اليهود اليوم من جميع أنحاء العالم في فلسطين المحتلة بالذات بعد أحداث غزة الأخيرة وهبوا للدفاع عن إسرائيل.
كل من المسلمين واليهود والمسيحيين ينتظرون عودة السيد المسيح للقضاء على المسيح الدجال ولكن لكل منهم رؤية خاصة في من سيدعم هذا المسيح المنتظر عليه الصلاة والسلام.
الخاتمة: دعوة للتعاون
في ضوء التحديات العالمية الأخيرة، مثل جائحة كوفيد-19، لم تكن الحاجة إلى التعاون الدولي أكثر وضوحًا من أي وقت مضى. لعبت الولايات المتحدة دورًا حاسمًا في تعزيز السلام والعدالة والتعاون بين الدول، وفي حين تظل رؤية مشروع القرن الأمريكي الجديد لأمريكا المهيمنة موضوعًا للخلاف، فإن الدروس المستفادة من سياساته تؤكد على أهمية العمل الجماعي مع الدول الأخرى لمعالجة التحديات المشتركة وبناء عالم أكثر استقرارًا وعدالة.