عنوان المقال: حكم الصلاة بين السواري خلال جائحة كورونا: دليل شرعي موضّح

الحمد لله، عندما ننظر إلى أداء العبادات مثل الصلاة في ظل الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا، يجب علينا التفكير في كيفية تطبيق الأحكام الشرعية

الحمد لله، عندما ننظر إلى أداء العبادات مثل الصلاة في ظل الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا، يجب علينا التفكير في كيفية تطبيق الأحكام الشرعية بشكل عملي وفي الوقت نفسه احترام الإجراءات الصحية. فيما يلي توضيح لحكم الصلاة بين السواري مع مراعاة ضرورة التباعد الاجتماعي.

كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد على أهمية تراص صفوف المصلين وعدم ترك فراغات كبيرة بينهم، كما ورد في الحديث الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه: "وأحدنا يلصق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه". ومع ذلك، فإن وضع السواري داخل الصف يمكن أن يعيق هذا الربط ويقطعه، وهو ما تعتبر علّة لتحريم الصلاة بينهما.

ومع انتشار وباء كوفيد-19 وتطبيق التدابير الوقائية للتباعد الاجتماعي، فقد اختفت العلة الأصلية لمنع الصلاة بين السواري. فعلى خلاف الوضع الطبيعي حيث يكون هناك حاجة لإزالة أي فاصل محتمل لترابط الصفوف، فإن الفصل المتعمد بين المصلين الآن مطلوب بالفعل بسبب مخاطر انتقال العدوى. لذا، فإن وجود السواري في الأماكن العامة لصلاة الجمعة والجماعة لن يشكل عائقاً أمام تحقيق التباعد الآمن.

وفقاً للشرح القانوني الدقيق لهذه الحالة الخاصة، يستند القرار إلى قاعدة أساسية في الفقه الإسلامي وهي أن رفع الحدقة بهدم سببه أو خلعه هو عين الاعتبار بالعلة، والتي تعني أن الحكم ينقلب عند سقوط العلة التي قام عليها. ويعني الأمر هنا أنه بما أن الغرض الأصلي من المنع -أي تماسك الصفوف- لي غير ممكن ضمن بروتوكولات الصحة العامة الحالية، فلا يوجد داعٍ مستمر لهذا التحريم الخاص بالصفوف الواقعة بالقرب من الأعمدة الداخلية.

لذلك، وخلال فترة الذعر الحالي المرتبط بكورونا، يجوز للمصلين الصلاة جنباً إلى جنب حول العمود طالما أنها تسمح باتباع مسافة آمنة وفقًا للإرشادات الحكومية المحلية والصحية العالمية المعاصرة.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog indlæg

Kommentarer