- صاحب المنشور: جلول الهضيبي
ملخص النقاش:
تُعدُّ قضية موازنة الاحترام للموروث الثقافي والديني والأصيل مع تقبل وتبني الحلول المعاصرة والمبتكرة إحدى أكثر المواضيع تعقيدًا التي تشغل المجتمعات الإسلامية الحديثة. ففي عصرنا الرقمي المتسارع هذا، نواجه باستمرار اختبارًا لتوازن مدى توافق اهتماماتنا الروحية والثقافية التقليدية مع احتياجات وموجبات الحياة العصرية والسريعة. يتنوع هذا الحوار بين الأصالة والمعاصرة من حيث الشكل والعمق حسب السياقات المحلية والعوامل الشخصية، ولكنه يبقى حاضرًا ومتزايد الأهمية يوميًا.
يبدأ نقاشنا حول هذه القضية بالتساؤل الأخلاقي الأساسي الذي يطرح نفسه بقوة وهو "كيف يمكن لنا كمجتمع ملتزم بتعاليم دينه وأصالته الثقافية أن نتعامل بإيجابية وإرشاد روحي صحيح مع التحولات الجذرية والتغيرات الثورية التي نشهدها اليوم؟". يسعى العديد من المفكرين المسلمين إلى خلق توازن متوازن يخلق جسراً يفسر كيفية وجود حلولٍ وسطٍ وجديرة بالثقة تحترم جذور الدين الإسلامي وتمارسه بكامله بينما تدمج أيضًا عناصر عصرية تتوافق معه تدريجيًا.
يتمثل أحد المجالات الرئيسية لهذه المناظرة داخل الفضاء الإلكتروني العالمي الواسع. فقد فتح الإنترنت أبوابه أمام فرص التعليم الديني عبر الإنترنت والتفاعلات الاجتماعية المشتركة والإعلام المستنير وغير ذلك الكثير - ولكن ذلك يأتي بثمن كبير يتمثل فيما يُشار إليه غالبًا باسم تأثير الغرب الثقافي المهيمن والقوي اقتصاديًا والذي قد يؤثر سلبيًا ويضر بمبادئنا الأساسية وقيم حياتنا وبناء هويتنا الأصلية إذا لم يتم التعامل معه بحكمة.
الجانب الأول: الأصالة
الحفاظ على القيم الجميلة للأعراف الإسلامية
إن الاحتفاظ بأصول ديننا أي الإسلام وعاداتنا وأخلاقه أمر ضروري لبقاء هويتنا وإرثنا ثقافياً وروحيّاً. ومن الأمثلة البارزة هنا مسألتان أساسيتان وهما:
1) احترام وقت الصلاة وعدم تأجيل أدائها مهما كانت الظروف الخارجية شديدة الضغط أو حالتك النفسية سيئة؛ لأن هذه الطقوس تعتبر جزءا لا يتجزأ من إيمان المؤمن وتمسكه بربه عز وجل.
2) عدم الانغماس الكلي في استخدام وسائل الإعلام الجديدة إلا عند الاستخدام المقيد والمناسب مثل الاطلاع على محتوى مفيد ومفيد معرفيًا واستشارة مواد علمية مناسبة تساعد فرد المسلم على فهم عقيدته وتعزيز انتماءه لها بالإضافة لاستخدامه كأداة للتواصل مع أفراد مجتمعه لتنشيط روابط التواصل الحميمة بينهم سواء كان بهدف دعوتهم لدين الله سبحانه وتعالى أم نشر نور آيات كتابه المنزل عليهم رحمة للناس كافة إن شاء الله تعالى.