- صاحب المنشور: إلهام بن عمر
ملخص النقاش:باتت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أحد أهم المحركات للاقتصاد الرقمي العالمي، ولكنها تحمل أيضاً تحديات أخلاقية مهمة خاصة في المجتمعات الإسلامية والشرقية. إن استخدام هذه التقنية يؤثر على قيمنا الثقافية والإسلامية مثل الخصوصية والحماية الشخصية، العدالة الاجتماعية، وإعادة توزيع الثروة. فما هي الآثار الأخلاقية التي يثيرها هذا التحول التقني؟ وكيف يمكن موازنة الإنجازات العلمية مع القيم الروحية والأخلاقية للمجتمع العربي؟
الاستخدامات الحالية وتأثيراتها المحتملة:
في الوقت الحالي، يتم تطبيق الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات بالحياة اليومية للأشخاص في الشرق الأوسط؛ بدءاً من بنوك عالية الأمان توفر خدمات مصرفية ذكية ومروراً بأنظمة التشخيص الطبي المتقدمة وانتهاء بتطبيقات الدردشة الآلية لتوفير الخدمات الحكومية الإلكترونية. إلا أن توسيع نطاق هذه التكنولوجيا قد يشكل مخاطر غير مسبوقة تتعلق بمراقبة الأشخاص وجمع البيانات واستغلالها بطرق تخالف الشريعة والقوانين الوطنية.
مثالٌ حيويٌّ هنا هو مشروع سخرية الذي نشرته شركة أمازون عام ٢٠١٩ والذي يستخدم تقنيات التعرف على الوجه لتصنيف الصور بناءً على مشاعر وتعابير وجه الشخص الظاهرة بها. بينما يعدُّ تقدُّمًا علميًا ملحوظًا فقد أثارت المخاوف حوله بسبب احتمال استخدامه في أغراض طائلة كالتتبع المستمر للإنسان بدون إذنه وقد يتعارض أيضًا مع حق الفرد بحفظ خصوصيته وحماية نفسه عند عدم رضاه بالمعاملة بهذا الشأن.
الضبط القانوني والتوجيه الشرعي:
من أجل ضمان توافق تطوير ودمج حلول الذكاء الاصطناعي مع المعايير الأخلاقية والدينية للمجتمع العربي الإسلامي ينبغي سن تشريعات وقوانين تحكم استخداماته وضوابطه كما حدث فعليًا داخل المملكة العربية السعودية حيث أصدر مجلس الوزراء السعودي قرار التأشيرات الذكية والتي تعتمد على بيانات دقيقة مقدمة عبر بوابة مقيم بهدف تجنب عمليات الغش المحتملة أثناء عملية تقديم الطلب مما يساهم باتخاذ القرار المناسب بشأن قبول طلب أو رفضه.
بالرغم ذلك فإن هناك حاجة لبناء منظومة متكاملة تضم علماء وفلاسفة وفقه متخصصين لديهم رؤية واسعة لأبعاد الموضوع وأثره العميق لتحقيق التوازن بين روح المهارة والابتكار وبين احترام حقوق الأفراد وخصوصياتهم وفق أحكام الدين الإسلامي.
