فيما يتعلق بالقسم الذي يؤديه طلاب المعاهد الدينية صباحاً، والذي يشمل التعهد بأن تكون مستعدّة مثالًا صالحًا للمرأة المسلمة وتعمل بما يرضي الله ويحفظ القرآن والسنة، يجب التنبيه أولاً إلى عدم شرعية مثل هذا التقليد حسب الفقه الإسلامي. فإنه يمكن أن يدخل الطلبة بحالة من الحرج غير ضرورية خاصة إن ارتكبوا خطأً ما مما يستوجب اليمين.
والإثم في هذه الحالات مرتبط بشكل أساسي بالنوايا المعلنة خلال أقسام الذمة. وفقًا للأصول الفقهية، بناء اليمين قائمٌ على نيّة المستحلف نفسه حيث يقول الإمام ابن قدامة "مبنيّ اليمين على نية الحالف". لذلك، وجود النية أثناء الاستشهاد بالله العظيم ووجهه الكريم أمر مهم للغاية. وبناءً عليها، نقول أن مرتكب الخطأ سيقع تحت طائلة عقابه القانوني فقط إذا كان يقصد مخالفة تعهده وقت قوله لها.
أما بالنسبة لحالات الخلاف حول عدد أيمان المتعلقة بموضوع وحيد، فقد أخذت الإرشادات المستقاة من الشيخ ابن باز بعين الاعتبار عند تحديد العقوبات المناسبة. ذكر فضيلته أنّ إعادة نفس الوعد الواحد تحمل كفارته ذات مرة حتى عندما تتراكم وتتعدد مرات repetitions لأنه يندرج ضمن رابط موضوعي موحد. ولذلك، فإن تكرار عبارات مشابهة كالـ"والله لن أفعل.." تؤدي لكفارة واحدة طالما كانت متعلقة باتفاق عام واحد سواء أكانت تلك الأمور جزء واحد ام عددا منها .
وفي حال اشتراك العديد من الأقسام المختلفة والأفعال المنفصلة داخل كلام فردي واحد ، سيدفع الشخص حينئذٍ مقابل الجزاء مقابل كل حالة مستقلة نتيجة لذلك تفريق بينهما دينياً . خلاصة القول : اذا ضمر الذنب للحظة الانطلاق باليمين ولم يعد بإمكانه الرجوع عنها فهو مذنب ويعترف بذنبه أمام الرب الكريم ويستحق مقابله العقوبة التي حددها الدين . وعلى الجانب الآخر ، حتى وان خرق الناطق بهذه اليقينات وعده ، فان مد وجزر تصرفاته الشخصية لاتظهر اثرها الا بسلوك سابق له وليس باستدعائه مجددًا لاحقا . نسأل الله العلم والحكمة لنا ولكافة المسلمين والمسيحيين كذلك !!