في آية من سورة النساء الكريمة التي تشير إليها (الآية ١٣)، قد يبدو بعض القراء متساءلين حول دقة استخدام مصطلح "خالدين"، والذي يعني مجموعة أشخاص، بينما سبقه عبارة "يدخلُه" والتي تُشير إلى فعل فردي. ومع ذلك، فإن هذا التفصيل في التعبير ليس بطريق الخطأ اللغوي كما قد يوحي نظرة أولى.
وفقًا للشرح الدقيق، هناك عدة اعتبارات تساهم في سمو هذه العبارة:
أولا، وتوضيحا لاستخدام الرازي لهذه الفقرة تحديدًا، كلمة "من" في الجملة الأولى لها طابع مزدوج - فهي تعني الفرد ولكنها تحمل أيضًا مدلولاً جامعاً. وبالتالي، يمكن أن يكون التأويل بالفرد أو المجموعة وفق السياق العام للجملة.
ثانياً، الآية ليست مجرد وصف لحالة واحدة محددة وإنما تتحدث بشكل عام ومتكامل عن حالة المؤمنين عبر التاريخ. وهذا التوجه يستند أيضاً حين يتم التعامل مع التصرفات والأفعال المتضمنة تلك الحالة المجمعّة للمؤمنين كافة.
وأخيراً، تنبع جماليتها الأدبية كذلك من طبيعة الحياة الأبدية والحياة الجميلة داخل الجنان حيث يحقق الأفراد مُحبتهم وشراكاتهم الروحية فيما بينهم خلال نعيم أبدي مشترك. وهذه المقصدية تأخذ نفس الشكل عندما تتم كتابة الوصف بالعربية كتصريح شامل وجامع للأحداث والموضوعات ذات الطابع المشترك للعيش المشترك داخل الجنة.
باستخدام أدوات اللغة العربية الأكثر سرعة وقدرة، يبدو أن المؤلف الكريم قد اختار بعناية أقوى وأوضح طريقة لنقل رسالته الرقيقة والقوية هنا بدلاً من أي خلاف جزئي ربما يبدو واضحا عند تحليل بسيط للقراءة الأولي للسور العزيزة.