العصب الخامس، المعروف أيضاً بالعصب ثلاثي التوائم، يعتبر واحداً من أكثر الأعصاب حساسية في الجسم البشري. ينطلق من الدماغ ويقوم بتغذية الوجه بالمعلومات الحسية مثل اللمس والحرارة وأحياناً الألم. عندما يعاني هذا العصب من مشكلة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى حالة تعرف باسم "الصداع النصفي" أو الصداع الناتج عن ضغط على العصب الخامس.
أعراض هذه الحالة عادة ما تكون قوية ومؤلمة. قد يشعر المصاب بنوبات مفاجئة من الآلام الشديدة التي تستمر لبضع ثوان فقط ولكنها شديدة بما يكفي لتكون غير محتملة. غالبًا ما تحدث هذه النوبات عند لمس منطقة معينة من الوجه مثل الخدين، الأنف، الفم، أو الجبهة. بالإضافة إلى الشعور بالألم، قد يستيقظ الشخص مصابا بحالة تسمى "التشنج"، حيث يقوم عفوياً بإطلاق سلسلة سريعة من حركات عضلية بدون رغبة منه.
الأسباب الرئيسية لمرض العصب الخامس تشمل الضغط على جذوره داخل الجمجمة، والذي يمكن أن يحدث نتيجة لأورام دماغية صغيرة أو تراكم الغضاريف العمرية. بعض الأشخاص لديهم ميل وراثي لهذه الحالة بسبب بنية عظمية خاصة في قاعدة جمجمتهم تضغط على العصب. كما يمكن للأحداث المؤلمة مثل الإصابة أو العدوى الفيروسية أن تساهم أيضا في ظهور المرض.
بالنسبة للعلاج، فإن الخطوة الأولى هي تخفيف الألم باستخدام أدوية مضادات التشنج. إذا لم تكن الأدوية فعالة بدرجة كافية، فقد يتم استخدام تقنية تُعرف باسم حقن الكورتيزون المحلية لإزالة الوذمة حول العصب وتخفيف الألم. في حالات قليلة جداً، إذا فشل العلاج الطبي التقليدي، قد يُنظر في خيار الجراحة لاستئصال الجزء المضغوط من العصب، لكن هذا خيار أخير نظرًا للمخاطر المرتبطة بهذه العمليات الدقيقة.
من المهم ملاحظة أنه رغم كون مرض العصب الخامس مؤلماً للغاية بالنسبة للمتضررين منه، إلا أنه نادر الحدوث ولحسن الحظ ليس خطيرا بشكل عام ولا يتسبب عادة في تلف دائم للعصب نفسه. ومع ذلك، فهو يحتاج إلى إدارة طبية دقيقة للحفاظ على نوعية الحياة الجيدة للمريض.