يعد سرطان العمود الفقري نوعاً نادراً نسبياً من السرطانات، لكنه يمكن أن يكون له عواقب خطيرة إذا لم يتم اكتشافه وعلاجه مبكراً. يبدأ هذا النوع من الأورام غالباً داخل العظام نفسها التي تشكل العمود الفقري، وقد ينتشر إلى الأنسجة المحيطة بها مثل الأعصاب والأوتار والأربطة والمفاصل. هناك عدة أنواع مختلفة من سرطانات العمود الفقري، بناءً على موقعها وتطورها وطبيعة الخلايا المصابة.
أكثر الأنواع شيوعاً هي ساركوما إيوينج (Ewing sarcoma) والتي تؤثر بشكل أساسي على الشباب خلال مرحلة البلوغ المبكرة، وأوستيوساركوما (Osteosarcoma) وهو الأكثر انتشاراً بين الأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 10 حتى الـ25 عاماً. هناك أيضاً متلازمة كيليس (Kellgren's syndrome)، وهي حالة نادرَّة جداً تصيب الأفراد الأكبر سناً.
تشمل علامات وعلامات تحذيرية محتملة لسرطان العمود الفقري آلام الظهر المستمرة، ضعف العضلات، فقدان الوزن غير المُفسَّر، والتغيرات الحسية كالطنين أو تنميل في الساقين قد يشيران إلى وجود مشكلة تحت الجلد. عند الشك بنشوء هذه الأعراض خاصة إذا استمرت لفترة طويلة دون تحسن، يجب زيارة الطبيب فورا للحصول على التشخيص المناسب وإجراء الفحوص اللازمة لتقييم الوضع الصحي للجسد بشكل دقيق.
العلاج قد يتضمن مجموعة متنوعة من خيارات العلاج اعتمادا على مدى تقدم المرض وحالة الشخص الصحية العامة ومن ضمن ذلك الجراحة لإزالة الجزء المصاب، علاجات الإشعاع لتحجيم حجم الورم قبل العملية أو بعدها بالإضافة للعلاج الكيميائي المستخدم لكبح نمو وانتشار الخلايا السرطانية. ومع ذلك، فإن الوقاية دائماً خير من العلاج لذلك يُشدد دوماً على أهمية اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام والحفاظ على وزن مثالي للحد من مخاطر الإصابة بهذا النوع الخطير من الأمراض. إن فهم طبيعة مرض سرطان العمود الفقري وطرق التعامل معه بإمكاناته المختلفة يمنح المرضى والأطباء الأدوات الضرورية للتغلب عليه وتحسين احتمالية النجاة منه.