- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تُعدُّ ثورة الاتصالات والتقنية الحديثة أحد أهم العوامل التي غيرت وجه العالم وأثرَّت بشكلٍ جوهري على العديد من المجالات الحياتية المختلفة. ومن بين هذه القطاعات قطاع التربية والتعليم الذي أصبح تحت طائلة التحول الرقمي الكبير. يشهد هذا التحول تفاعلات مثيرة ومتنوعة تتطلب فهماً عميقاً للتحديات والفرص المتاحة أمام النظام التعليمي التقليدي والمستجدات المرتبطة بها. وفيما يلي بعض الجوانب الرئيسة لمناقشة مستقبل التعليم الرقمي.
التكنولوجيا الداعمة للتعلم
أضحت الوسائل الرقمية اليوم أدوات رئيسية لتطوير العملية التعليمية وتكييفها مع احتياجات الطلاب الحديثة. حيث يستطيع المعلم استخدام البرامج الالكترونية الغنية بالوسائط المتعددة كالفيديوهات والتطبيقات الذكية والإحصاءات المرئية لجعل المحتوى الدراسي أكثر جاذبية وفعالية. بالإضافة إلى ذلك فإن شبكة الانترنت توفر الوصول الفوري للمصادر والمعرفة العالمية مما يفتح آفاقا لاتحادية للقراء والقراءين حول العالم. كما يمكن أيضا الاستفادة من تقنيات التعلم الآلي لتحليل البيانات الخاصة بكل طالب واتخاذ قرارات تعليمية مبنية على أساس علمي.
التحديات الأساسية
رغم فوائد تكنولوجيا المعلومات إلا أنه يوجد عدد من العقبات والحواجز التي تواجه طريق نجاح واستدامة النظام التعليمي الرقمي. الأول منها هو قضية تكافؤ الفرص وإن كان هناك تقدم ملحوظ فيما يتعلق بتوفير الأجهزة الإلكترونية ومعداتها فقد تبقى مشكلة تغطية الإنترنت بنطاق واسع عائق كبير خاصة بالنسبة للدول ذات الاقتصاد الفقير والدخل المنخفض. ثم يأتي عامل آخر وهو نقص المهارات اللازمة سواء لدى المعلمين أو الطلبة لاستخدام وسائل التدريس الجديدة بكفاءة عالية وبالتالي الحصول على نتائج فعالة. أخيرا وليس آخرا التكلفة المالية المرتبطة باقتناء وإدارة القاعدة البرمجية اللازمة لإعداد بيئة رقمية متكاملة داخل المؤسسات التعليمية قد تؤثر بالسلب على قدرتها على التنفيذ الكامل لهذه التحولات الرقمية الضخمة.
استشراف المستقبل
مع تطور مجال علوم البيانات وتعلم الآلات ستظهر نماذج جديدة للاختبار والاستيعاب الشخصية والتي تلبي الاحتياجات الفردية لكل فرد وفقًا لما لديه من نقاط قوة وضعف وقدرات معرفية مختلفة وذلك عبر استخدام خوارزميات ذكية تستند لأدائهم السابق وتفضيلاتهما الحاليّة. إضافة لذلك سوف يتم التركيز بشكل أكبر على بناء مجتمع تعلم مفتوح المصدر يسمح بمشاركة أفضل الممارسات والمعارف التعليمية المشتركة عبر شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها من الأدوات الاجتماعية الأخرى.
وفي الأخير فإن النهضة التقنية تشكل مرحلة مهمة نحو عصر جديد يُمكن فيه تحقيق حلم المجتمع المثالي المعرفي المبني على أسس العلم والمعرفة البشرية الشاملة؛ لكن يجب مراعاة الجانبين السلبي والايجابي لهذا النوع الجديد من المنظومات الأكاديمية حتى نتمكن جميعنا من رسم خارطة واضحة للاستثمار الأمثل لها وتحقيق أعلى معدلات التأثير الإيجابي عليها وعلى مجريات سير حياتنا المستقبليه بإذن الله تعالى.