- صاحب المنشور: أسيل البلغيتي
ملخص النقاش:
تُشهد صناعة الصحافة اليوم ثورة غير مسبوقة نتيجة للتطور الهائل الذي شهدته تكنولوجيات الاتصال الحديثة. إن هذا التحول الرقمي ليس مجرد تحدٍّ جديد أمام المؤسسات الإعلامية التي طالما اعتمدت على الطابع الورقي التقليدي؛ بل هو فرصة للتحسين والتطوير للمحتوى الإعلامي وجودة الوصول إليه. وفي هذا السياق، نستعرض كيف أثرت التكنولوجيا على كل مرحلة من مراحل عملية صنع الخبر بداية من جمع المعلومات وحتى توزيعها وانتشارها عبر المنصات الرقمية المختلفة.
أولا، يعزز ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهواتف الذكية دور المواطنين كمراسلين يدوّنون ويعرضون الأحداث بصورة مباشرة وفورية كتلك الخاصة بالاحتجاجات الشعبية أو الكوارث الطبيعية مثلا. هذه الظاهرة غدت تعرف باسم "الصحافة المدنية" حيث يصبح الأفراد مشاركون نشطاء في نقل الأخبار عوضا عن كونهم مستقبلين سلبيين لها كما كان الحال قبل عصر الإنترنت. بالإضافة لذلك، بات بوسع القراء والمستخدمين إضافة تعليقات وملاحظات فعلية أثناء متابعة محتواك مما يتيح لك فهم الجمهور المستهدف واستيعاب رد فعلهم تجاه موضوع معين وبالتالي تعديل المحتوى بناء عليه لتحقيق أفضل تأثير ممكن.
ثانيا، تقدم البرمجة الآلية أدوات قوية لتدبير وتحليل بيانات الصحافة بشكل دقيق ومتعمق أكثر بكثير ممّا كانت عليه الأمور سابقا عندما اقتصر عمل المحررين واتجاهات تحرير أخبارهم على حدسهم الخاص وخبراتهم العملية المتراكمة. الآن، يمكن استخدام خوارزميات التعلم العميق لفهم اتجاهات الموضوعات الشائعة وصياغة تقارير دقيقة حول مدى انتشار موقع إخباري معين مقارنة بأقرانه المنافسين له ضمن نفس المجال. كذلك الأمر بالنسبة لاستخدام الروبوتات في تصحيح الاخطاء اللغوية والإملائية وإنتاج مقالات باستخدام لغات مهيكلة مثل JSON وغيرها الكثير مما يساهم بتوفير الوقت والجهد الكبير اللازم لإدارة الكم الضخم للأعداد من القصص الإخبارية يوميا دون المساس بمصداقيتها ورؤيتها العامة لدى الجمهور الأكبر.
في النهاية، يجب التنبيه إلى أهمية الاستراتيجيات التسويقية الإلكترونية المتعددة مثل SEO (تحسين محركات البحث)، SEM (التسويق المدعوم) وغيرهما الواجب تطبيقها للحفاظ علي تواجد مبتكر وجذاب لمؤسستك الإعلامية وسط عالم رقمي شديد الانتهازية والتنافسية حاليا. فمن خلال التأكد دوما بأن مواقعكم تعمل بأقصى كفاءتها وأن تصميماتها مناسبة للعمل على كافة أنواع شاشات الاجهزة المختلفة تستطيع جذب أكبر عدد قرّاء وتوسيع دائرة جمهوركم الحالي باستمرار وهذا هدف رئيسي لأي مؤسسة صحفية تسعى لبقاء فعال وطويل الامد داخل سوق العمل العالمي الحديث.