- صاحب المنشور: رنين بن الطيب
ملخص النقاش:يشهد العالم اليوم تغييرات جذرية بسبب تقدم التكنولوجيا بسرعة غير مسبوقة. هذه الثورة الرقمية تؤثر بشكل كبير على مختلف جوانب الحياة العملية والحياتية، ومنها سوق العمل والمؤسسات الاقتصادية. إن تزايد اعتماد الذكاء الاصطناعي والأتمتة والإلكترونية يثير تساؤلات حول مستقبل توفر فرص العمل وأنواع المهارات التي ستكون مطلوبة لإنجاز الأعمال التجارية. وفيما يلي نظرة عميقة حول كيفية تشكيل التحول الرقمي للوظائف والتأثيرات المحتملة:
التصوير الأولي للتغييرات الحالية واتجاهات المستقبل
بدأ التأثير الأكثر مباشرة للتكنولوجيا الحديثة بالفعل بالظهور في مشهد القوى العاملة العالمي. أدى ظهور الروبوتات وأنظمة الذكاء الصناعي إلى استبدال العمليات اليدوية البحتة ومهام الدعم المتكررة ذات الطابع العالي؛ وقد حدث هذا بصورة خاصة في قطاعات مثل الصناعة والتصنيع والنقل اللوجستي. حسب دراسة حديثة أجرتها منظمة العمل الدولية (2021)، فإن حوالي 40٪ من الوظائف العالمية معرضة لخطر الاستبدال جزئيًا أو كليًا بتطبيقات الذكاء الاصطناعي بحلول عام ٢٠٣۰ إذا لم يتم اتخاذ التدابير المناسبة لتكييف النظام التعليمي ومتطلباته مع الاحتياجات الجديدة للسوق المحلية والعالمية. ومع ذلك، فإنه جنباً إلى جنب مع آثار فقدان وظيفة التقليدية ، هناك أيضًا فرصة كبيرة لتكوين مهارات جديدة وخلق طبقة عمل ثورية أكثر ابتكاراً وتركيزاً نحو حل المشكلات المعقدة واستراتيجيات تطوير النموذج الكلي للممارسة المهنية المعتمدة على القدرات الفردية والإمكانات الشخصية.
التأثير السلبي المحتمل لفقدان الوظائف وانخفاض الأجر
من بين المخاطر الرئيسية الناجمة عن الانتقال السريع نحو الاعتماد الزائد على آلة واحدة هي زيادة معدلات البطالة وسط الطبقة العاملة المكتبية التقليدية وغير المدربة تدريباً جيداً تكنولوجياً والتي تعتمد بشكل أساسي على أدائهم البدني وليس عقليّتهم الإبداعية لحفظ وظائفهم. ومعظم تلك الوظائف سوف تتلاشى تمامًا بينما يقوم خوارزميات الآلة بأدوار مشابهة لكفاءة أكبر وبسرعة أعلى بكثير مما يستطيع الإنسان فعله بدنياً وفكرياً كذلك الأمر بالنسبة لعامل الوقت الذي يؤثر أيضاً بسلبية على قدرتنا وقدرته القدرة البشرية على التعلم والاستيعاب والتكيف وفق متطلبات السوق الجديد لهذه الأنواع من المجالات الوظيفية وذلك لأن العنصر الإنساني بطبيعته يحتاج وقت طويل نسبياً حتى يتبلور أفكاره ويطور قدراته الخاصة بناء عليه وعلى أساس تجاربه الشخصية المختلفة عبر مراحل حياته الدراسية والعملية المختلف حيث لكل مرحلة مميزاتها الخاصّة التي تميزها عن أخرى وهكذا دواليك ولكن عندما نخضع لضغوط زمنيه قاسيه بسبب قوة منافسة شرسه نجد بأنفسنا مضطرين مجبرين أخلاقياً وملتزماً دينيا باتباع نهج جديد وهو "التعلم مدى الحياه" والذي يعد أحد أهم العناصر الاساسية لبقاء البشر ضمن سوق الشغل الحالي والمعاصر حاليًا بشكل خاص .