قبل دراستي كنا نسكن ( حرة البقوم ) اختارني والدي -رحمه الله- من بين إخوتي - (دخيل )و(عبيد) اللذان يكبراني - للذهاب لمدينة تربة لتسجيلي بالمدرسة ، ولحق بي (دخيل) بعد إلحاح كبير .
بقي ( عبيد ) يكابد جبال الحرة القاسية ..!
كان ذلك عام 1404 ،
واذكر أول يوم حطت قدماي بالمدرسة .
كانت لحظة فارقة ، عمري لايتجاوز ستة أعوام ، أجزم بأني أصغر طلاب فصلي ، انبهاري بالمدينة والمباني ، ثم رهبة المدرسة ، فخوفي الشديد من المعلمين ، ضف إلى ذلك الغُربة بعد فراق والداي !
أذكر معلميّ الأستاذ (نظمي ) والأستاذ (بدوي ) مصريا الجنسية ، كانت المدرسة مؤسسة تعليمية تربوية .
لكن التعليم كان يعتمد على المدرسة السلوكية بشكل مباشر ، وهناك رهبة وعقوبات طاغية على التعزيز والأمان النفسي !
عانيت كثيراً كنت أسكن عند ( عمتي ) شفاها الله ..!
كانت ذات شخصية قوية كنت أخاف منها أكثر مما أخاف من الأستاذ ( شلبي ) معلم القرآن الذي كان يعاقبنا بالضرب بلي الغاز !
في أول يوم دراسي قامت المدرسة بتوزيع ملابس رياضية علينا مجاناً ، - وقد كانت عادة وزارة المعارف دائماً - وهي عبارة عن فانيلة وبنطلون وجزمات - أعزكم الله-
أثناء الفسحة للإفطار أتقاسم مع ( دخيل ) مشروب الميرندا وساندويتش الطعمية المشهور .
وقت خروجنا من المدرسة بعد صلاة الظهر ، كأنه يوم عيد
للهروب من عقاب الأساتذة وصرامتهم !
مديرنا الأستاذ والمربي الفاضل الشيخ : عبدالله بن هندي السناني البقمي ،أطال الله في عمره ، كان أباً لنا بطيبة قلبه وحرصه الشديد على تعليمنا .
كل الأساتذة كانوا من جنسيات غير سعودية