- صاحب المنشور: محبوبة الزوبيري
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهد العالم تحولات جذرية فيما يتعلق بالاهتمام البيئي. وقد برزت حركة الوعي العالمي بحاجة حماية وتنظيم الاستخدام المستدام للأرض والموارد الطبيعية. وفي قلب هذه الحركة توجد قضايا تتطلب النظر العميق والتأمل الفلسفي حول كيفية توافق هذه القضية مع تعاليم الدين الإسلامي. إن فهم العلاقة بين الإسلام والبيئة ليس أمراً بسيطاً ولكنه ضروري لفهم دور المسلمين في العمل نحو مستقبل مزدهر ومستدام لكوكبنا.
يشدد القرآن الكريم والسنة النبوية على أهمية المحافظة على خلق الله وكرمة. يقول سبحانه وتعالى: "
وقد أكدت العديد من الدراسات والدراسات الإسلامية المعاصرة على الربط الوثيق بين الأخلاق والقيم الدينية والحفاظ على البيئة. فعلى سبيل المثال، ينظر المسلمون إلى الحيوانات باعتبارها مخلوقات ذات حقوق محفوظة ويجب احترامها وعدم إيذائها دون داع. وهذا يعكس نهجاً شاملاً لحفظ التنويع البيولوجي وضمان رفاهية جميع الأرواح التي خلقت ضمن النظام الإلهي للكون.
بالإضافة لذلك، فإن النظام الاقتصادي الإسلامي يُشجع أيضاً على استخدام موارد الأرض بطريقة مسؤولة ومنصفة اجتماعياً. فالبيع والشراء محوران أساسيان للاقتصاد الإسلامي وهما يخضعان لقوانين وأحكام شرعية تضمن عدالة التعاملات وعدم استغلال الغير والاستنزاف غير الضروري للموارد الطبيعية. وبالتالي يمكن اعتبار التطبيق الصحيح لهذه الشريعة كوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة وخلق مجتمع أكثر تكاملاً واستقراراً بيئياً واقتصادياً واجتماعياً.
وفي النهاية نجد أن الإسلام يدعو بشدة إلى تحقيق موازنة متوازنة بين حاجة الإنسان للعيش الكريم واحتراماً عميقاً لمعنى خلافة البشر في أرض رب العالمين. ولذلك فإن الدعوة اليوم للإسلاميين والعالم بحاجة لأن يتم اتخاذ تدابير عملية بناءً على تلك الروابط العميقة والتي تؤكد ارتباط شعب المؤمنين بتعاليم دينيتهم تجاه قضاياهم البيئية الملحة حاليا وغداً بإذن الله تعالى.