- صاحب المنشور: رضا بن محمد
ملخص النقاش:شهد العالم تحولا جذريا خلال العقد الأخير مع ظهور تكنولوجيات جديدة مثل التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي. هذه التطورات أثرت بشكل كبير على مختلف القطاعات الاقتصادية والمجتمعية، مما أدى إلى تغيرات عميقة في طبيعة العمل وظروفه.
إن تأثير الذكاء الاصطناعي على العمالة البشرية هو موضوع نقاش متجدد ومستمر. فمن جهة يرى البعض أنه يعزز الكفاءة الإنتاجية ويخلق فرص عمل جديدة ومتخصصة في مجالات البحث والتطوير والحوسبة السحابية وغيرها. بينما يؤكد آخرون مخاوف بشأن فقدان ملايين المناصب الوظيفية التقليدية نتيجة الاستعاضة عنها بأنظمة ذكية قادرة على أداء مهام متنوعة بسرعة ودقة أعلى مقارنة بالإنسان البشري.
التأثيرات المحتملة
* زيادة الأتمتة: يمكن للروبوتات والأجهزة الأخرى المدعومة بتقنية الذكاء الاصطناعي القيام بمجموعة واسعة من المهام ذات الطابع الروتيني أو الشاقة بدنيا والتي كانت تقوم بها اليد العاملة سابقا. هذا قد يشمل الصناعات الثقيلة كالفحم والمعادن وكذلك الخدمات اللوجستية والنقل. بالإضافة لذلك فإن المجال الطبي أيضا يشهد تحولات كبيرة بسبب استخدام الخوارزميات الدقيقة التي تساهم بإجراء التشخيص المبكر للأمراض وتحسين نتائج العلاج.
* تأثيرات اقتصادية واجتماعية: يتوقع خبراء الاقتصاد حدوث اضطرابات اقتصادية هائلة جراء تراجع بعض الأسواق المحلية والدولية أمام قوة منافسة غير مسبوقة تأتي من شركات عالمية تحتل موقع الريادة حالياً وتعتمد اعتماداً كبيراً على حلول الذكاء الاصطناعي. وقد يستغرق الأمر زمنًا حتى تتكيف المجتمعات والثقافات المختلفة مع واقع جديد ربما يتطلب إعادة هيكلة شاملة لأنظمة التعليم والإرشاد المهني وصناعة السياسات الحكومية.
المواقف تجاه هذه التحولات
مع حالة عدم اليقين الحالية حول مدى خطورة آثار الذكاء الاصطناعي على سوق العمل العالمي، ظهرت عدة مواقف مختلفة:
* الإثناء: تشجع هذه الفئة بشدة الابتكار المستند الى تقنيات حديثة باعتبار أنها ستوفر المزيد من الوقت والجهد للإنسان لإعادة توجيه طاقاته نحو تطوير مهارات أكثر تعقيدا وإبداعا. كما تؤكد أهمية دور الدولة ببسط قوانين تجبر أصحاب الأعمال على تقديم تدريب مكثف للعاملين لديهم لمواجهة تحديات عصر رقمنة كافة جوانب الحياة العملية اليومية.
* الحذر/المناوئ: تخشا هذه المجموعة من خسارة الكثير ممن هم أقل خبرة وقدرة تنافسية ضمن قطاع يعمل بالفعل بنظام عقد مؤقت وشروط عمل قاسية أصلاً قبل دخول مرحلة الثورة الرقمية بكل تفاصيلها الجوهرية والفرعية! لهذا السبب يدافع العديد منهم للمطالبة بحماية حقوق الأفراد ضد أي قرار قد يجرد الإنسان فعليا من معظم نشاطات حياته المعتمدة سابقاً عليه مباشرة خاصة أثناء عملية التصنيع مثلاُ حيث يبدو الأنسب هنا بقاء العنصر الإنساني لحفظ توازن ماهر بين منطقية الجهاز وآدميتها .
وفي النهاية، يبقى الموضوع مفتوحًا للنقاش والاستقصاء مستقبلًا لما يتضمنه من عواقب جدّيّة تستحق الدراسة الوافية والعناية القصوى لوضع أفضل استراتيجيات ممكنة للتجاوب المثالي حينئذٍ مع تطور الحدث الهائل القادم بغض النظرعن اتجاهه سواء كان إيجابي أم سلبي فالهدف دائما محاولة تحقيق