الحمد لله، لا حاجة للتشدد فيما يتعلق بتلوث الأماكن والممتلكات بالنجاسات بناءً على شك غير مؤكد. وفقاً للشريعة الإسلامية، الأصل في الأشياء الطهارة، مما يعني أنه لا يمكن افتراض انتقال النجاسة ما دام هناك عدم يقين بشأن حدوث ذلك.
روى البخاري ومسلم حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث يقول "لا ينفض"، والذي يوحي بأن الشخص المصاب بشك أثناء الصلاة يجب أن يكمل أداء فرضه دون الانزعاج حتى يسمع صوتًا أو يشم رائحة تشير إلى وجود نجاسة. هذا الحديث يؤكد على قاعدة أساسية في الدين الإسلامي تقول بأن الأصالة تبقى قائمة حتى يتم ثبوت خلافها بشكل قاطع.
بالنظر لحالتك، الانتقال الظاهري للنجاسة نتيجة لمس سطح درابزين معروض للبيع والتي ربما كانت مغطاة سابقا ببراز حيوان، هي حالة تتضمن مستوى عالٍ من الشك وعدم اليقين. بالإضافة لذلك، عندما يلامس جسمان طاهرين ونقيين (مثل الماء والجفاف)، فإنهما كلاهما يبقى طاهراً حسب القاعدة القانونية التي وضعها الفقهاء.
هذا الأمر يعززه رأي فقهاء مشهورون مثل الإمام ابن تيمية والإمام القرافي، الذين أكدوا على عدم ضرورة الأخذ بالأمور المشبوهة عند التعامل مع الأمور المتعلقة بالطهارة والنجاسة. وفي حالات مشابهة، أوضح الشيخ ابن تيمية أن احتساب مثل هذه الأمور يعد نوعاً من الوسواس المرضي، خاصة إذا كان الجزء المتأثر صغير جدا.
ومن المهم هنا أيضاً ملاحظة الحالة الصحية الذهنية للسائل، إذ يبدو أنه يعاني من شكل من أشكال الوسواس القهري. ولذلك أوصى الخبير باستشارة طبيب متخصص في الصحة النفسية لتأكيد سلامتك النفسية ومعرفة كيفية إدارة مثل هذه الأفكار المشتتة. يتطلب العلاج أيضا تعليم الذات والفقه بالدين لإدارة التشدد غير الضروري وتحقيق توازن أفضل بين الحرص والتسامح في الحياة اليومية.
وفي نهاية المطاف، القرار النهائي حول مسألة نقاوة المكان هو قرار شخصي ومحفوف بالمخاطر اعتماداً على درجة الراحة الشخصية والثقة بالنفس. ولكن بناءً على النصائح المقدمة من علماء الدين واستنادا للقواعد العامة للإسلام، يمكن القول بان اتخاذ إجراءات شديدة حيال موقف كهذا ليس مستحسنًا شرعا ولا عمليا.
