توضيح لعظمة الله: كيف يؤمن المسلم بتجلّيه ونزوله مع عدم التشبيه والتكييف

في سؤال ابنتك حول ظاهرة الجبال عند تجليات الله، وهي الحالة التي جعلت جبل سيناء يدوي، بينما العالم لم يتغير عندما ينزل ربنا الكريم بشكل روحي مرة أخرى ك

في سؤال ابنتك حول ظاهرة الجبال عند تجليات الله، وهي الحالة التي جعلت جبل سيناء يدوي، بينما العالم لم يتغير عندما ينزل ربنا الكريم بشكل روحي مرة أخرى كل ليلة، فإن فهم هذه الظواهر يتطلب فهماً عميقاً لصفات الله الفريدة وغير القابلة للمقارنة مع الطبيعة البشرية.

أولا، يجب توضيح أن طبيعة الله غير قابلة للتقييد أو المقارنة. الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. لذلك، بينما قد نفهم كيف يمكن أن تتفاعل المواد الفيزيائية كالجبال مع قوة عظيمة كهذه، إلا أنه لا يمكن لنا تصور كيفية تعامل وجود مقدس ومطلق مع قوانينا الخاصة بالعالم المادي.

ثانياً، الاعتقاد بالنسب والمقاييس الإنسانية يعتبر خطوة نحو الشرك. صحيح أن القرآن والأحاديث تحدثا عن "التجلي" و"النزول"، لكن يجب أن نتذكر دائماً أن تفسيراتهم ليست متاحة لفهمنا تماماً. نحن نؤمن بحقيقة حدثتها النصوص المقدسة، لكن طريقة حدوثها تبقى مجهولة بالنسبة لنا لأنها تتعدى حدود الفهم البشري.

بالعودة لسؤال ابنتك حول لقاء النبي موسى بموسوعاته، حيث ظهر نور الله للجبل مما أدى إلى تحطمه، هذا الحدث كان نتيجة لجلالة الكيان المطلق الذي يشكل جوهر الذات الإلهية. أما عملية "النزول"، فهي عبارة عن حصول علاقة أقرب بين الملكوت والإنسان خلال الثلث الأخير من الليالي المباركة - تلك اللحظة التي يستحب فيها الدعاء والإلحاح فيه طلب المغفرة والخير.

وفي النهاية، إن أفضل طريق لشرح هذه المفاهيم للأطفال هو التركيز على احترام قدرة الله وعدم محاولة تحديد الطريقة التي يعمل بها بطرق بشرية. فالاعتبار بأن ذات الله هي الأعلى والأنزه يحمي عقيدة التوحيد ويمنع الانحراف نحو الوصف المبني على خبرتنا الأرضية.


الفقيه أبو محمد

17997 בלוג פוסטים

הערות