- صاحب المنشور: وفاء اليحياوي
ملخص النقاش:في السنوات الأخيرة، شهد العالم ثورة هادئة ولكنها حاسمة مع ظهور الذكاء الاصطناعي (AI) كمحرك رئيسي لتغيير طرائق عمل العديد من الصناعات. يُعَدُّ الذكاء الاصطناعي تقنية مُتقدِّمَة قادرةٌ على التعلم والتحسُّن باستمرار، مما يجعلها أكثر فعالية وأكثر قدرة على القيام بالمهام التي كانت تتطلب دخلاً بشرياً سابقاً. هذا التطور ليس مجرد تحسين للأتمتة؛ بل هو إعادة تشكيل كاملة لخطوط عمل واسعة داخل الاقتصاد العالمي.
من جهة أخرى، يُمثِّل تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل تحدياً غير مسبوق للمجتمعات حول الكوكب. بينما تُخلق فرص جديدة للنمو والاستثمارات الجديدة، فإنها تضغط أيضًا على الوظائف التقليدية التي قد تصبح عفا عليها الزمان أو حتى تندثر تمامًا بسبب استبدال البشر بأجهزة تعمل بالذكاء الاصطناعي. هذه الازدواجية في الآثار المتوقعة تحتاج إلى دراسة متأنية ومناقشة مستمرة لتحديد كيفية الاستفادة المثلى من الذكاء الاصطناعي بدون التأثير السلبي الشديد على القوى العاملة.
التحديات والمزايا المحتملة
من بين أكبر المخاوف المرتبطة بتوسع استخدام الذكاء الاصناعي هي فقدان الوظيفة بالنسبة لكثير من الأفراد الذين يعملون حاليًا في وظائف يمكن أتمتها عبر تقنية AI. إلا أنه مقابل ذلك هناك احتمال كبير لظهور مجالات جديدة للعمل تستهدف تطوير وتعزيز تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي نفسها. هذه المجالات تتضمن البرمجيات والحوسبة السحابية وخوارزميات تعلم الآلات وغيرها الكثير.
بالإضافة لذلك، يُمكن لأصحاب الأعمال تحقيق زيادة كبيرة في الإنتاجية وكفاءة عملهم باستخدام البرمجيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي. حيث يستطيع العملاء الحصول على خدمات أفضل وبأسعار تنافسية نتيجة للإستخدام الفعال للتكنولوجيا الحديثة مثل الروبوتات والchatbots والتي توفر الدعم المستمر لهم سواء أثناء ساعات العمل أم خارجها.
استراتيجيات لتحقيق الانتقال الناجح
لتجنب الآثار السلبية المترتبة عن التحول نحو الاعتماد الأكبر للآلات والأجهزة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، ينبغي اعتماد سياسة تدريب مهني شامل لفئات مختلفة من العاملين الحاليين والتوجه نحو تعليم جديد يؤهل طلاب المدارس الثانوية والجامعات لشغل المناصب المزدهرة حديثا ضمن قطاع الرقمية وعلوم البيانات.
وفي الوقت نفسه، يتعين وضع قوانين رقابية لحماية الحقوق الأساسية للعامل البشري وضمان عدم تعرضه للاستغلال والإهمال عندما يتم الاستعانة بالأجهزة ذات القدرات الآلية والعقلانية داخليا.