- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
أصبح عالم الإنترنت مكانًا للتعلم والتواصل والترفيه بالنسبة لكثير من الناس حول العالم. ولكن مع هذه الفوائد تأتي تحديات كبيرة، خاصة تلك المتعلقة بالعنصرية التي انتشرت بسرعة عبر الشبكة العالمية. تُعدّ الظواهر الإلكترونية مثل التحرش اللفظي، التمييز، والخطاب الكاره بالفعل مشاكل خطيرة تشكل تهديداً لأمن وسلامة الأفراد والمجتمعات. هذا المقال يناقش انتشار العنصرية عبر الإنترنت وتبعاتها المحتملة على مجتمعنا الرقمي ومتطلباته لتغليب الروح الإنسانية والأخلاقية.
الأسباب الرئيسية لانتشار العنصرية عبر الإنترنت:
- الخصوصية المجهولة: يوفر الإنترنت بيئة يمكن للأفراد استخدامها بإسمائهم الحقيقية أو مستعارة، مما يجعل التعرف عليهم أكثر صعوبة مقارنة بالواقع الفعلي. وهذا قد يشجع بعض الأشخاص على الانغماس في الإساءات بسبب عدم إدراك عواقب أفعالهم أو خوفهم من العقاب القانوني.
- التكنولوجيا الجديدة: تطور وسائل التواصل الاجتماعي والبرامج الأخرى أدى إلى زيادة سرعة تبادل المعلومات والسلوك غير الأخلاقي بين المستخدمين. أصبح الآن بإمكان أي فرد توجيه رسائل قوية ذات تأثير واسع النطاق لمجموعة أكبر بكثير ممن كانوا سيصل إليهم لو لم يكن متوفراً له الإنترنت.
- الثقافة الاجتماعية والثقافة المضادة: تؤدي الاختلافات الثقافية والفروقات الشخصية غالباً إلى ظهور تعصب ضد مجموعات سكانية مختلفة استناداً إلى الجنس، اللون، الدين، وغير ذلك ممّا يعتبر خصائص شخصية ثابتة لدى البشر والتي لا يجوز الاعتداد بها كمعايير تمييزية. لذلك نشهد بروز ثقافات مضادة تحارب هذه المفاهيم الخاطئة وتعزز القبول والتسامح داخل المجتمع المستهدف.
- غياب الرقابة الحكومية والتنظيم الذاتي: بينما تعمل حكومات الدول المختلفة لإيجاد حلول لهذه المشكلة منذ سنوات طويلة، إلا أن محاولاتها تواجه عقبات عديدة تتعلق بتوفير الوسائل المناسبة لمراقبة محتوى مواقع وموارد الانترنت بطريقة شاملة وكاملة. بالإضافة لذلك فقد فشل حتى اليوم إنشاء آليات تنظيم ذاتية فعالة قادرة على ضبط النفس واستخدام المساحة الرقمية وفق أخلاقيات تضمن احترام حقوق الآخرين وحماية خصوصيتهم.
الآثار الضارة للعنصرية عبر الإنترنت:
- إلحاق ضرر نفسي بالعزل الاجتماعي والتمييز: يتعرض ضحايا الاتهام بالتحريض والإقصاء نتيجة نشر مواضيع تخالف معتقداتهم الدينية أو الانتماء العِرقي لديهم. وقد يؤدي تكرار تعرض هؤلاء الأفراد للإذلال والاستهزاء بهم إلى حدوث اضطرابات نفسية وجسدية ملحوظة. كما أنه لن يتمكّن الشخص المجروح مهما كانت براعته وقدرته الأكاديمية والعقلية من تجاوز آثار التجربة المؤلمة تلك بمفردِه إلَّا بعد فترة مطوَّلَة جدًّا تحتاج فيها مساندة دعمٍ ومساعدة خارجيين متخصصين.
- تقويض الثقة العامة: عندما يستغل البعض موقعهم الافتراضي لاتخاذ موقف سلبي تجاه مجموعة أخرى بناءً على هويتها أو اعتقادها، فإن تصرفاتهم ستؤثر سلبياً