شلل الأطفال هو مرض فيروسي معدي قد يؤدي إلى شلٍ دائم أو حتى الوفاة. يُعتبر التطعيم أحد أهم الوسائل المتاحة لمنع انتشار هذا المرض. إن تقنية تطعيم الطفل ضد شلل الأطفال ليست فقط خطوة هامة نحو حماية الأفراد ولكنها أيضًا جزء أساسي من الجهود العالمية للقضاء على هذا الداء الخطير تماماً.
في العديد من البلدان حول العالم، يتم تقديم لقاحات مجانية لمحاربة شلل الأطفال كجزء من البرامج القومية للصحة العامة. هذه اللقاحات فعالة للغاية ويمكن أن توفر الحماية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وحتى خمس سنوات. هناك نوعان رئيسيان من اللقاحات: النوع التقليدي (OPV) ونوع آخر أكثر تحديثاً يسمى اللقاح المعزز بالاستنساخ العكسي (rOPV).
النوع OPV يعمل باستخدام الفيروس الحي المخفف وهو فعال جداً في الوقاية من جميع أنواع العدوى بشلل الأطفال. أما rOPV فهو نسخة محسنة من OPV والتي يمكن أن تقدم نفس مستوى الحماية بدون خطر ظهور حالات الشلل الناجم عن اللقاح، وهي حالة نادرة تحدث عندما يسبب اللقاح نفسه نتائج عكسية.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب حملات التحصين الموسعة دور كبير أيضاً. خلال هذه الحملات، يقوم العاملون الصحيون بزيارة المنازل لتوفير اللقاح لأطفال المجتمع المحلي. هذا يساعد كثيراً في الوصول إلى المناطق الريفية والأكثر فقراً التي ربما ليس لديها إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية الروتينية.
لكن القدرة على تحقيق الغرض النهائي -القضاء على شلل الأطفال كله- تعتمد بشكل كبير على تورط وتعاون المجتمع ككل. يحتاج الآباء والمعلمين وأصحاب الأعمال وغيرهم ممن لهم تأثير مباشر على حياة الأطفال إلى فهم أهمية التطعيم ودوره في بناء مستقبل صحياً خالي من الأمراض مثل شلل الأطفال. كل جرعة تعطى هي خطوة نحو تحقيق هدف عالمي طموح ولكنه ممكن التحقيق إذا عمل الجميع يد واحدة.
بالتالي، يجب النظر إلى التطعيم ضد شلل الأطفال باعتباره استثماراً طويل الأجل وليس مجرد إجراء طبي مؤقت. بتكاتف جهود الحكومات والمجتمع المدني والعالم الطبي، يمكننا حقاً رؤية يوم بلا شلل الأطفال قريباً جداً.