? امنية الحرب ?
صفحة 1
اتمنى ممن اخذه الحماس عما يجري في غزة ويقول مستنكرا .. لماذا الصمت العربي؟ ان يخبرنا مالذي يريده من العرب ؟!
هل يريد منهم الدخول في حرب مثلا ؟!!
وهي غاية الغرب قبل ان تكون غايته !!!
هل يريد قطع النفط الذي اصبح يؤثر في حلفاء اخرين كالصين اكثر من تاثيره في امريكا ؟!! ام يغلق العرب مطاعم ماكدونالدز ومقاهي ستار بكس ؟!!
ثم اذا كان التدمير والقتل والتهجير يتم تحت ذريعة القضاء على حماس لماذا لاتتم مطالبة هذه الذريعة بوضع سلاحها الذي لايقدم ولا يؤخر في معادلة تنفيذ سياسة الأرض المحروقة ، وهي مطالبة سوف تكافحها اسرائيل قبل ان ترفضها حماس التي اصبحت (اي حماس) كأسامة بن لادن الذي قذفه باراك اوباما في البحر بعد انتهاء مهمته في ظل اغلاق ملف مشروع مايسمى بمكافحة الارهاب انذاك بعد ان تم فتح ملف مشروع اخر جديد بالثورات العربية التي باركها صاحب السؤال الاستنكاري اعلاه هو وامثاله في ذاك الوقت والتي (اي الثورات) اضعفت العرب اليوم اكثر مما كانوا عليه ابان هزيمة 67 ..
هذه الثورات التي اشترك فيها الجميع بدون استثناء نقلت العرب من مرحلة امكانية الدخول في حرب ضد اسرائيل قبل الثورات الى مرحلة ان الحرب اصبحت بمثابة الحزام الناسف في عملية انتحارية التي يستعين بها كل من هو مقبل على المواجهه غير المتكافئة مع الخصم على طريقة (علي وعلى اعدائي ) .
وهي مرحلة تعني ان اطراف الحرب المعنيين بها في منطقتنا العربية ( مصر - الاردن - الخليج) سوف يكونوا غزة اخرى في ظل شراهه امريكية غير مسبوقة في اشعال العالم بالحروب ، غير مبالية بحجم الجبهات التي تفتحها في اي مكان ، فامريكا لم تصنع نظامها العالمي الراهن إلا بعد الحرب العالمية الثانية ، ولانها تريد صناعة نظام عالمي جديد بديلا عن هذا النظام المتهالك بديون تتجاوز 33 ترليون دولار ، التي تخوض في كل عام معركة رفع سقف الدين ، فهي بحاجة لحرب عالمية ثالثة تصنع على انقاضة عالمها الجديد التي تتسيده ، وتغلق بموجبه ملفات عالمها القديم بمافيها هذه الديون وتلك الصراعات .
وبالتالي إذا كانت الصين التي هي اقوى من العرب مجتمعين تتحاشى الانجرار لفخاخ الغرب وغزو تايون فكيف الحال اذا بالعرب الذين يعيشون مرحلة صراع البقاء بعد نكسة 1967 ونكسة 1990 ونكسة 2003 ونكسات 2011 ؟!!
من هذا المنطلق فان كل من يحاول الضغط على العرب للدخول في حرب تريدها امريكا قبل اسرائيل هو في الواقع ينتمي للمعسكر الاسرائيلي الغربي إن كان يدري او لايدري .. وكل هذا العنف التي تمارسه اسرائيل هي وسيلة من وسائل الضغط على العرب لدخول الحرب حتى وان سعت اسرائيل وامريكا بتحييد ايران عن هذه الحرب فالغاية هو ماتبقى من العرب ومما تبقى من مشروع الشرق الاوسط الجديد ..
اما الادوات كايران فهي اسهل في طي ملفها من اي ملف اخر كونها بمثابة المومياء التي تحولت كالاراجوز بايادي الغرب الذي يحركها في ذات المشروع كيفما يشاء فبعد ان تعذر اشعال حربا ايرانية سعودية مباشرة بعد ضربات منشآت ارامكو النفطية 2019 وبعد ارسال الحوثي صواريخه المتعاقبة على السعودية بغطاء ودعم غربي ، وبعد اغلاق هذه الثغرة بالمصالحة السعودية الايرانية برعاية صينية يبدو ان استراتيجية الغرب اتجهت نحو الاداة الاخرى اسرائيل مستهدفين مصر والاردن بعد تصفية القضية الفلسطينية في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها العرب بعد الثورات وفق ما ذكرناه اعلاه .
ولان دخول العرب في الحرب هي رغبة غربية قبل ان تكون رغبة لمن يريد انقاذ غزة فقد استخدم الغرب كافة ادواته الاعلامية والحزبية التي اسسها في منطقتنا لاعلاء صوت المطالبة بالحرب ، وكل من يعارضها هو متصهين منبطح جبان خانع … الخ فهذه الاصوات تصدر من ادوات العدو قبل ان تصدر من لسان عربي شريف يمتلك ابسط ابجديات فهم المعادلة السياسية والعسكرية في المنطقة ..
يتبع …
صفحة 2
وبالمختصر لا احد من العرب لديه الاستعداد ان يكون وطنه غزة وسوريا وليبيا وعراق اخرى من اجل فئة باعت واشترت في قضيتها وارضها وشعبها .. فطالما انهم يبررون قتل الشعب بانهم شهداء فلتكن لهم الشهادة ايمانا بقوله تعالى ( الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) ..
اما نحن فسوف نجاهد في سبيل الله باموالنا حيث قدم الله الجهاد بالمالِ على الجهاد بالنفس ، ونعمر الارض ايمانا بقوله تعالى (وَهُوَ الَّذي جَعَلَكُم خَلائِفَ الأَرضِ وَرَفَعَ بَعضَكُم فَوقَ بَعضٍ دَرَجاتٍ لِيَبلُوَكُم في ما آتاكُم إِنَّ رَبَّكَ سَريعُ العِقابِ وَإِنَّهُ لَغَفورٌ رَحيمٌ).
اما ايقاف البلدوزر الامريكي الذي ينفذ مخطط الشرق الاوسط الجديد وتقسيم المنطقة فلايكون بالحرب ولا بحماس كما يتذرع بذلك رجيع الناصرية والثورات العربية انما بالتنمية وتعطيل كل اسباب وذرائع الغرب في تقدم هذا البلدوزر ،
فالسياسة السعودية اليوم هو المنهج المثالي والحكيم لايقاف هذا البلدوزر بداية من بناء القوة الناعمة ومرورا بسياسة التنمية والبناء والمنافسة والانفتاح على العالم ، وصناعة نموذج سياسي واقتصادي واجتماعي وصناعي ينافس مشروع الغرب الذي جعلهم يتطاولون على من هم اقصر منهم في هذه النماذج ..
ولان نظام الحكم في السعودية الممتد لاكثر من 300 سنة يختلف جذريا عن جميع الانظمة التي جاء بها الغرب بعد الاستعمار وبعد اسقاط الملكيات العربية فقد كان من البديهي ان تنجو هي ويسقط غيرها ..
وايضا من البديهي ان يترك الغرب كل العالم ويتفرغ بالته الاعلامية ومؤامرته ومؤسساته الدولية والانسانية لمحاربة السعودية والسعي لنبذها .. لانها ليست كالاخرين ..
لقد صنعت السعودية مدينة ذا لاين الذي يقطع الخط الذي رسمه الغرب كحد من حدود ((اسرائيل الكبرى)) فبدلا من تحريك الدبابة للمنطقة المستهدفة بطموح الغرب واسرائيل تم تحريك التنمية والبناء هناك ،
وبدلا من خطابات الهجوم على الدكتاتورية الغربية والإمبريالية الأمريكية التي تداعب مشاعر الشارع العربي تم استقطاب جميع الرموز الرياضية والفنية التي يتفق بشانها العالم اجمع على مختلف ميولهم ومذاهبهم واختلافاتهم وصراعاتهم ليضيئوا المنطقة التي يستهدفها الغرب كي يكون العالم اجمع شهود على جريمة سياسية وعسكرية يراد ارتكابها في هذه المنطقة كجريمة احتلال العراق وسوريا وليبيا تحت سماء مظلمة لاكثر من عقدين لايخرج من هذه الظلمة غير رواية المحتل وحده .
ولان السعودية بقيادتها الحكيمة تختلف عن غيرها فمن الطبيعي جدا ان تصبح قضية من لاقضية له خصوصا اولئك الغارقين في سكرة الايدلوجيات القومية والناصرية والاخوانية الثورية التي صنعها المحتل بنفسه كي تصل المنطقة لما وصلت اليه اليوم والتي اجتثتها السعودية من جذورها في الداخل لتبني لنفسها حصنا منيعا عن تلك المؤامرات ، وهي قبل ذلك محروسة بامر الله الذي انعم عليها بجميع اسباب النجاة ومن اهمها قيادة حكيمة فعلت ماعجز على فعله الكثير من الدول التي تبتغي النجاة ولم تنجو ،،،
جاسر الماضي