- صاحب المنشور: سند الدين بناني
ملخص النقاش:
في عصر يشهد تداخلا ثقافيا وتكنولوجيا متسارعا، يواجه المسرح المعاصر عدة تحديات تحاول الحفاظ على جذوره الأصيلة مع التكيف مع المتطلبات الحديثة واحتياجات الجمهور الحالي. إن الهدف الأساسي لمسرح اليوم هو تحقيق توازن بين الاحترام للتقاليد المسرحية الغنية وبين الإبداع والابتكار الذي يتماشى مع العصر الحديث.
أولاً، نلمس تحدي الهوية الثقافية والفنية للمسرح. فمع انتشار المسارح العالمية المختلفة الأشكال والتوجهات، تسعى العديد من الجهات إلى تطوير مسرح يحافظ على هويته المحلية والصوت الفريد لثقافتها الخاصة. هذا يعني إعادة النظر في القصص والخيوط الدرامية التي كانت تُروى تقليديًا واستخدام أدوات وأساليب جديدة لتوصيل رسائل جديدة وتعكس القضايا المعاصرة. كما تتضمن هذه العملية البحث المستمر عن أصالة الفنانين والمؤلفين الشباب الذين يستطيعون فهم احتياجات مجتمعهم ومتابعة طموحاتهم الفنية بما يتوافق مع قيم المجتمع ومبادئه.
ومن ناحية أخرى، يأتي تحدي تجديد الشكل التقليدي للمسرح ليواكب مستقبل الوسائط الرقمية المتنوعة التي باتت تشكل جزءا رئيسا من حياة الناس اليومية. وقد دفع هذا الأمر بعض المنظرين نحو تبني أشكال مبتكرة كـ "مسرح الواقع الافتراضي" أو دمج التكنولوجيات مثل الذكاء الاصطناعي والإسقاط الضوئي للحصول على تجارب أكثر جاذبية وشاملة للجمهور. لكن بينما يتم الأخذ بعين الاعتبار تلك الحلول المبتكرة، فإن هناك مخاطر تتمثل في فقدان جوهر العلاقة الإنسانية المباشرة والحميمية التي تشتهر بها الفنون الأدائية عموما والمسرح خصوصا منذ نشوئهما الأول. ويُعد إبقاء المساحة الآمنة للحوار الصريح والمعمق أمراً حاسماً لإنجاح أي محاولة للإصلاح والتحديث. بالإضافة لذلك، يبقى احترام تراث فناني ورواة قصص كانوا سباقين بالتجريب وإعادة اختراع الحدث المسرحي عاملا أساسياً عند استلهام الأفكار الجديدة وصياغتها بطريقة تعزز التجربة العامة للدراما عوض مقايضتها بتوفير متنفس مؤقت للأعضاء الوافدين حديثا للساحة.
وفي النهاية وفي ظل الثورة المعرفية غير مسبوقة والتي تشمل كافة مجالات الحياة الاجتماعية والثقافية والعلمية وغيرها الكثير؛ ستبقى مهمة تصحيح وضع الفن المؤسساتي بحاجة لمزيد من الدراسة وتمحيص وتمحيظ حتى لو كان ثمة تقدم واضح وملفت بالفعل بشأن اعادة تأويل طبيعة وفلسفة وقصدية العمل الادائي باستخدامه لأحدث وسائل تقنية ممكنه لهذه المهمة تحديداً ضمن اطار شامل تحت شعار واحد وهو : كيف يمكن لنا ان نتواصل عبر ارض مشتركة واحدة تربط الماضي بالحاضر والمستقبل برمتها ؟ وإن الاجابة المثلى لهذا الطرح لن تكون إلا بإشراك جميع أبناء الوطن بغض نظر مهما علت مراتبهم وطوائفهم بانظمة علميه مدروسة توفر لهم الفرصة للاختيار الحر سواء بالتمثيل المباشر ام حضور جلسات نقاش مفتوحة داخل فضاء مؤسسة وطنيه عصرية ذات سياده مستقله تضمن حرية الفكر والعقل بلا قوالب جامدة ولا اخطاء قابلة للنشر العام الا بعد مراعات شروط اساسية اولها سلامة المجتمع وثانيهما احترام تقاليده وعاداته الراسخة بقرار غير قابل للتحيز ابداً . وهكذا سنصل لحالة بيئية ابداعيه خصبة قادمه بامكاناتها الذاتيه لتحقيق رؤيا هرقل جديد لاحقا بفجر نهضة عربية شامله تمتد الي ذرى الكمال الروحي والجسدى لكل افراد اسرتنا الكبيره المنتشرة هنا وهناك نوحياً .