• صاحب المنشور: إسحاق بن عمار
  
  ملخص النقاش:
  يمكن للذكاء الاصطناعي (AI) أن يحدث ثورة في قطاع التعليم بطرق عديدة ومذهلة. فهو يوفر أدوات تعليمية مبتكرة لتعزيز العملية التعليمية وتخصيصها لتلبية احتياجات كل طالب بشكل أفضل. يُمكن لهذه التكنولوجيا الحديثة تمكين الطلاب والمعلمين على حد سواء من تحقيق مستويات أعلى من الفهم والنجاح الأكاديمي.

أثر الذكاء الاصطناعي في تخصيص التعليم:

إحدى الخصائص الرئيسية للذكاء الاصطناعي هي قدرته على معالجة كميات هائلة من البيانات بسرعة وكفاءة. تُستخدم هذه الخاصية في تطوير منهج تعليمي مخصص لكل طالب بناءً على نقاط القوة والضعف الخاصة به. يمكن لأدوات تعلم الآلة تحليل الأنماط السلوكية لدى الطالب ورصد تقدمَهُ وقياس مستوى فهمِهِ للمواضيع المختلفة؛ مما يسمح بتوفير محتوى مدرسي متكيّف ومحسَّن حسب حاجاته الخاصة.

على سبيل المثال، يستخدم نظام "توكيد" Tokidoki - وهو مشروع رائد قامت به جامعة كاليفورنيا بيركلي - نظام ذكاء اصطناعي يساعد المعلمين على تحديد مجالات ضعف طلابهم وإنشاء خطط دراسية شخصية لهم. وقد أثبت هذا النظام فعاليته حيث حققت نسبة كبيرة من طلابه تقدمًا ملحوظًا مقارنة بنظرائهم الذين لم يتلقوا نفس العلاج الشخصي.

المساعدة الذاتية والتوجيه المستمر:

يوفر الذكاء الاصطناعي أيضًا مساعدين شخصيين قادرين على تقديم الدعم اللازم أثناء عملية التعلم. تعمل الروبوتات المحادثة مثل "Fanar" – وهي روبوت دردشة طورته شركة QCRI بهدف دعم الطلبة العرب - كأداة تدريب مباشرة توفر شرحاً مفصلاً للمبادئ الأساسية والمفاهيم العلمية المعقدة بلغة بسيطة وجذابة. إن امكاناتها المتعددة اللغات وأسلوب محادثتها الطبيعية جعل منها خيارا جذابا للأجيال الشابة الراغبة بالاستزادة ومعرفة المزيد حول مواضيع مختلفة. كما أنها قادرة أيضاً على إجراء اختبارات قصيرة عبر الإنترنت لتحفيز اهتمام المستخدم وإعطائه معلومات تفصيلية بشأن مدى تقدمه نحو هدف استكمال المناهج الدراسية له بحسب مرحلته العمرية وما إلى ذلك... وهذا يعطي شعورا اكبر بالتفاعل والحماس بين الطرفان أي بين المتحصل المعرفي والجهات التي تصنع المحتوي الذي يتم تناوله منه . وفي ذات السياق فقد طورت مؤسسة قطر مؤخرا منظومة جديدة تسمى باسم "عنى"، والتي تهدف لمساعدة الأمهات الجدد وتعليمهن كيفية رعاية مواليدهم واستقبال حياتهما الجديدة بكل سهولة وبشكل خصوصي ومتوافق لديها بيولوجياً ونفسياً وعاطفياً وفق طبيعتها البيئية وظروف تربيتها لها منذ ولادتھا حتی اللحظه الحالية . وهكذا فإن ابداعات تكنولوجيا العصر الرقمي باتت تشمل جميع المجالات وبقدر كبير من التفرد والاستحداث لما فيه خير البشرية جمعاء ودفع عجلتها نحو الصدارة العالمية بلاشك بإذن الله عز وجل.

بذلك نرى كيف يساهم استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بكافة انواعه وطروحاته الرائدة في رفع جودة الخدمات المقدمة خاصة فيما يتعلق بمجالات التربية والتنمية المجتمعية وصولا لإثراء ثقافات الشعوب وتوسيع آفاق معرفتهم والمعارف العامة لديھم ضمن توازن مثالي يحترم ويراعوخصوصيات كل فرد منهم استنادا لتلك المقولة الشهيره : "التعليم ليس مجرد نقل للمعارف بل هو ترسيخ روح البحث والعطاء".