هناك ورطتان تشكلتا مع الوقت وبسبب الظرفية اللعينة التي اوجدها برادايم محاربة الارهاب والحروب المتوالدة لانهيار النظم في بلداننا؛ 1ً عدم القدرة على مراجعة مفهوم الارهاب باعتباره يمضي باتجاه واحد سني فقط، 2 ً العجز عن فحص مفهوم الازمة الانسانية وتقييم الفاعلين في معالجتها. ?

الواقع، الارهاب الذي تعيشه المنطقة غير الارهاب الذي تتخوف منه الدول الغربية. لكن لا يمكن تصنيف التهديدات التي تنال من المجتمع ارهابا لان المصنِّف لا يريد ذلك. مؤسف ان العاملين في التحليل السياسي ومنظمات التحليل المحلية يفرضون علينا هذه الروية بالغصب خروجا من مهمتهم الاجتماعية?

تولدت عنها ورطة اخرى تخص المتحالفين مع السعودية في حال اليمن مثلاً لان تهمة الارهاب يجب ان تمر بالسعودية ويجب ان تشمل حلفاءها. هكذا جُرد مناهضو الحوثي من ستار اخلاقي لحربهم مع الحوثي لسهولة وصمهم بالارهاب. اتهام طرف بالقاعدة امر نافذ دون تقديم براءة المدعى عليه على عكس الحوثنة?

اما في النشاط الاغاثي الذي يطلق عليه انسانيا وهو غير ذلك فان العاملين في هذا المجال -بذهنية مقاولاتية- يشخصون وضعا بانه كارثي ويستدعون الاموال لمعالجته ويستفردون اولا بحق التشخيص وثانيا بتنفيذ المقاولات دون شراكة مراجعة ورقابة اجتماعية واذا قدم احدهم تشكيكا بما يدور ?

يجد نفسه محشورا في زاوية ضيقة هي المضاد للانساني. اي ان النشاط الاغاثي البس نفسه سترة اخلاقياتية تقيه من اي نقد او مراجعة وتحصنه من اي ملاحقة بسبب سوء ادارة وتنفيذ او فساد وتواطوء. ناهيك انه يتعمد تجاوز فكرة الدولة القومية لصالح كوكب المنظماتية.?