- صاحب المنشور: فاطمة الرايس
ملخص النقاش:تتزايد المخاوف بشأن مستقبل الذكاء الاصطناعي وتأثيره على المجتمع بشكل كبير. فبينما تستمر التكنولوجيا في التقدم والتحسين، فإنها تجلب معها مجموعة جديدة وفريدة من التحديات الأخلاقية التي يتعين علينا مواجهتها كبشر مسؤولين ومثقفين حول العالم. يطرح تطوير الذكاء الاصطناعي العديد من الأسئلة الوجودية والقيم الأخلاقية مثل حقوق الملكية الفكرية, العدالة الاجتماعية, وأخلاقيات استخدام البيانات الشخصية.
دعونا نبدأ بتناول مسألة حقوق الملكية الفكرية للأفكار والمحتوى الذي ينشئه الذكاء الاصطناعي. حيث يمكن أن يساهم ذكاء اصطناعي مدرب جيدًا وبثروة هائلة من البيانات في إنتاج أعمال أدبية أو موسيقى أو حتى أفلام قصيرة بمستويات عالية من الجودة قد تكون غير قابلة للتفرقة عن تلك المنتجة بشرًا. هذا الأمر قد يؤدي إلى قضايا قانونية أخلاقية معقدة حوله ملكية هذه الأعمال وما إذا كانت محمية بنفس القوانين الحالية لحماية حق المؤلف؟
العدالة الاجتماعية
جانب آخر مثيير للقلق هو تأثير الذكاء الاصطناعي على العدل الاجتماعي. فأدوات صنع القرار المدعومة بالذكاء الاصطناعي شائعة الآن، ولكن كيف يتم التأكد من عدم تحيزها ضد مجموعات معينة نتيجة لبيانات التدريب التاريخية أو المسببات البشرية الأصلية لتلك الأدوات؟ إن الأحكام الخاطئة المحتملة لهذه الأنظمة لها تداعيات عميقة قد تؤثر على فرص العمل, التعليم, الرعاية الصحية وغيرها الكثير مما يشكل أساس العدالة الاجتماعية للمجتمع بأكمله.
خصوصية البيانات وتحريم التجسس
وفي النهاية يحمل موضوع خصوصية البيانات أهمية خاصة عند النظر في تطبيقات الذكاء الاصطناعي المستمرة والتوسعية. إذ تتطلب معظم تقنيات التعلم الآلي كميات كبيرة من بيانات المستخدم لإعداد نماذج فعالة وعالية الدقة. لكن جمع واستخدام هذه المعلومات الشخصية بدون فهم واضح وصريح لمخاطر الإساءة وانتشار الشائعات عبر الانترنت يتعارض بشدة مع الحقوق الإنسانية الأساسية للإنسان ويجب تقييده ضمن حدود القانون الدولي والإسلامي المقيدة لذلك الباب منذ قرون مضت.
