العصب الوجهي، المعروف أيضاً بالعصب السابع، يعتبر أحد أهم الأعصاب اللازمة لتنظيم العديد من الوظائف الفسيولوجية والحركية الهامة في جسم الإنسان. هذا العصب جزء من الجهاز العصبي البيشفي، ويقوم بدور محوري في تنظيم حركات الوجه المختلفة مثل التعبير الوجني وابتسامة وإغلاق العينين والتذوق في ثلث اللسان الأمامي.
يتكون العصب الوجهي من مجموعة فرعية من الخلايا العصبية التي تبدأ من النواة القاعدية للدماغ وتتفرع بشكل معقد عبر الأذن الداخلية والخارجية قبل الوصول إلى وجه الإنسان. هذه البنية المتقنة تسمح للعصب بتحريك أكثر من 40 عضلة مختلفة في الوجه مما يعطي الإنسان القدرة على التواصل غير اللفظي بكل دقة وتعقيد.
بالإضافة لذلك، يلعب العصب الوجهي دورًا حيويًا في الإحساس بالتذوق في الجزء الأمامي من اللسان وذلك بسبب وجود النهايات العصبية الخاصة به هناك والتي تستقبل المحفزات الطعمية ثم ترسلها للخلايا الدماغية للتفسير. يعد هذا الأمر مهم جدًا لأن فقدان وظيفة العصب الوجهي قد يؤدي إلى مشاكل في عملية الشم والأكل والشرب بالإضافة إلى الصعوبات الاجتماعية نتيجة عدم القدرة على فهم التعابير الجسدية للمحيطين بنا.
من الجدير بالذكر أنه عند إصابة عصب الوجه السابع، يمكن ملاحظة تغيرات واضحة تشمل ضعف جانب واحد فقط من وجه الشخص، وصعوبة تبادل الانفعالات مثل الضحك والبكا والتعجب، وخسارة الشعور بالألم واللمس المؤقت على نفس الجانب المصاب. أمراض مثل شلل العصب السابع "Bell's Palsy"، تحدث عندما يتم تضغط على العصب أثناء مروره خلال قناة ما خلف الأذن الخارجية، مما يؤثر سلباً عليه وقد يستمر تأثيرها لمدة أسبوعين تقريباً.
معظم حالات شلل العصب السابع قابلة للتحسن بدون تدخل طبي ولكن استشارة الطبيب ضرورية لتأكيد التشخيص والحصول على الرعاية المناسبة. العلاج المبكر غالباً ما يساعد المرضى على الاستعادة الكاملة لوظائف عصب الوجه لديهم مرة أخرى.