• صاحب المنشور: سمية بن زيد
  
  ملخص النقاش:
  

  تواجه البلدان النامية عدداً كبيراً من المعوقات والمشكلات التي تعيق تحقيق التنمية المستدامة. هذه التحديات متعددة الأوجه وتتأثر بمجموعة متنوعة من العوامل الداخلية والخارجية، مما يجعل بناء مجتمعات أكثر ازدهاراً ومستدامة عملية معقدة ومتطلبة.

أولا: الفقر والتفاوت الاقتصادي

يمكن اعتبار الفقر أحد أهم وأخطر العقبات التي تحول دون تحقيق التنمية المستدامة في الدول النامية. وفقا لتقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2019، يعيش حوالي 767 مليون شخص - أي ما يقارب العاشرة من سكان العالم - تحت خط الفقر العالمي البالغ دولارين في اليوم. هذا الوضع يؤدي إلى انخفاض الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والمياه النظيفة، وهو ما يشكل حلقة مفرغة تزيد من حرمان الفقراء. علاوة على ذلك، فإن عدم المساواة وعدم العدالة الاجتماعية داخل المجتمعات غالباً ما تساهم في تفاقم مشكلة الفقر وإعاقة الجهود الرامية لتحقيق تقدم شامل.

ثانيا: نقص الاستثمار في رأس المال البشري

يتضح أن الاستثمار الكافي في القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم أمر حيوي لتحقيق تنمية مستدامة. عندما يتم تجاهل أو تقليل تمويل قطاعي الصحة والتعليم، يتضرر جيل الشباب ويصبح غير قادر على تطوير المهارات اللازمة لإحداث تغيرات اقتصادية واجتماعية مفيدة للمجتمع ولبلدانه على المدى الطويل. فعلى سبيل المثال، تشير الدراسات إلى أنه إذا استثمرت الحكومات الأفريقية بنسبة أعلى قليلا (1%) في التعليم سنويا منذ التسعينات حتى الآن، لكانت هناك زيادة كبيرة في متوسط دخل الفرد بنسبة تتجاوز 18% خلال عقد واحد فقط حسب تقديرات صندوق النقد الدولي.

ثالثا: تغير المناخ وآثارها البيئية المدمرة

يعتبر تأثير تغير المناخ تحدياً آخر كبيرًا تواجهه الدول النامية حيث تعتبر تلك الدول عرضة للأضرار الناجمة عنه نظرا لأنها اقل قدرة وقدر استعداد مقارنة بالدول المتطورة لمواجهة الآثار الضارة المرتبطة بتغير المناخ مثل الفيضانات والجفاف والعواصف القوية وغيرها الكثير والتي تؤثر بشكل مباشر وعلى نطاق واسع على مواردها الطبيعية وصناعات الرزق المحلية وبالتالي تعرض حياة السكان للخطر وتعوق جهودهم نحو الحصول على غذاء آمن ومستدام وطرق زراعية مستدامة.