- صاحب المنشور: نرجس بن ساسي
ملخص النقاش:
لغة الفرد هي أكثر من مجرد وسيلة اتصال؛ إنها مرآة لعالم المعرفة وللعواطف وللتاريخ المشترك. تُشير الأدلة إلى وجود تأثير ثنائي الاتجاه عميق ومتشابك بين اللغة والهوية الشخصية والجماعية. هذا التأثير ليس محددا ثقافيًا فحسب بل هو عالمي أيضًا ولكنه يظهر بطرق متنوعة عبر المجتمعات المختلفة. دعونا نحلل هذه العلاقة العميقة والمفصلة بكيفية تشكيلها لتجارب الهوية والتطور الاجتماعي والثقافي.
كيف تؤثر اللغات على الهويات؟
تُعزز اللغات العلاقات داخل الجماعات وتسهم في التماسك الاجتماعي بناءً على الاستخدام المشترك لكلمات وأفكار مشتركة. ولكن قد يتجاوز الأمر ذلك ليكون مؤثرًا على مستوى الأيديولوجيات والقيم الأساسية للجماعة. فمثلاً، يمكن للغة الصينية التقليدية أو الكانتونية التي يُنتظر أن تتحدث بها العديد من سكان هونغ كونغ وبكين على التوالي، توحي بمستويين مختلفين من القرب من الصين التاريخية وثقافتها المركزية رغم التشابه الواضح بين الاثنين لغويا. لذلك فإن تعلم لغة جديدة ليست فقط عملية تعلم كلمات وجمل وإنما أيضا تعليم نفسك لفهم منظور جديد للعالم مما يؤدي حينئذٍ لاستيعاب ثقافة مغايرة.
على المستوى الشخصي، تلعب اللغة دوراً حاسماً في تحديد الذات وفي الشعور بالإنسانية والأصالة. فقد أكدت العديد من الدراسات العلمية حول موضوع "الهوية الانجرافية" بأن الفرد يشعر بندم كبير عند خسارة مهارات لغوية مهمة لأنه يعكس نقصاً ملحوظاً لشخصيته وهويتها ويؤثر سلبيّاً أيضاً بحالته النفسية والعقلية العامة حسب تصريحات بعض الأشخاص الذين تعرضوا لهذه التجربة المؤلمة بالفعل أثناء مراجعتهم لحياة ذوي الإعاقة الدائمة بفقدان أحد وسائل التواصل مع العالم الخارجي بسبب تلف القدرة اللفظية لديهم مثلا نتيجة لأسباب مرضيه مختلفة منها الحوادث والإصابات وغيرها الكثير والتي أدَّتْ إلي تدمير شديد لبنية المخ المسؤولة عن تلك المهارات الضرورية للحفاظ علي تماسكه الداخلي باعتبار ان اللغة جزء لايتجزأ منه ومن خبراته اليوميه وماضيته ايضا .
بالإضافة لما سبق ،نجد بان هنالك عوامل أخرى ذات طابع سياسي مرتبط ارتباط مباشر بقضايا حقوق الإنسان خاصة فيما يتعلق بازدواجية اللهجات المحلية مقابل المعيار الرسمي الحكومى حيث يحاول البعض فرض رؤاه الخاصة دون مراعاة خصوصيات المناطق الاخرى واحتفالاتها باستخداماتها اللغويه الخاصّة بها معتمد بذلك منطلقاته السياسية فوق الاعتبارات الاجتماعية والثقافية المرتبطة بالمجتمع المدني المبني أساسا علي الاحترام المتبادل واحتضان تنوع البشر باختلاف خلفياتهم وانتماءاتهم سواء كانت قوميه أم قرويه ولايمكن تجاهلوذلك تحت أي ظرف كان فهو حق يكفل لكل فرد حرية التعبيرعن شخصيته كما يريد وان يكن مطلوب ممن حوله تقبل الاختلاف الغربي وليس إلغاؤه واستناده الي مرجع واحد فقط يتمثل هنا بالتوجه الشمولي الذي يدعي تمثيل كل شرائح مجتمع بعينه بينما الواقع غير ذلك تماما إذ تجبر جماعه أكبر بإرادتها الحره بإتباع نهجه المنشود مخالفآ لرغبات الآخرين الأكثريه لكن دون موافقتهم أصلا وهذا يعد مساس بحرية الرأي والحوار البناء نحو مجتمع شامل شامل الجميع داخله بدون تمييز طبقي او عقائدي او حتى مناطقي شرط عدم الاخلال باستقرار الدولة سياسياً وعسكرياً واقتصاديا كذلك منع انتشار الافكار المتطرفه والمعادية للمواطنين ومؤسسات الحكم الوطنية والدوليه سوء