غازات الدم، والمعروفة أيضاً بغازات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون، تلعب دوراً حيوياً في وظائف الجسم الطبيعية. هذا الفحص الطبي يستهدف تحديد مستويات هذه الغازات في دم الإنسان لتقييم حالة الصحة العامة وتحديد بعض الاضطرابات الصحية المحتملة. بشكل عام، تشير قراءات فحوصات غازات الدم إلى مدى كفاءة التنفس والتبادل الجزيئي في الرئتين وكذلك مستوى الحموضة في الدم - وهو ما يعرف بالتنظيم الحامضي القاعدي.
أولاً، يعتبر الأوكسجين أحد أهم العناصر التي يحتاجها جسم الإنسان للبقاء حيّاً. خلال عملية التنفس، يتم امتصاص الأوكسجين من الهواء الخارجي بواسطة رئتينا ويتم نقله عبر مجرى الدم إلى جميع الخلايا والأنسجة الأخرى حيث يلزم لعملية إنتاج الطاقة. عندما تنخفض مستويات الأوكسجين في دم الشخص، قد يحدث نقص الأوكسجين (انخفاض تركيز الأوكسجين). يمكن لهذه الحالة أن تؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية مثل الصداع والدوار والإرهاق وغيرها. أما الزيادة غير الطبيعية لأوكسجين الدم فقد ترتبط بحالات طبية معينة تتعلق بجهاز القلب والشرايين والقلب نفسه.
ثانياً، ثاني أكسيد الكربون هو النفايات الرئيسية الناتجة عن عمليات الاستقلاب داخل خلايا أجسامنا. تتم إزالته عادة أثناء عملية الشهيق والزفير لكن إذا لم يكن هناك تبادل فعال بينهما، فإن تجمع ذلك الضار يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستواه وبالتالي زيادة حمضية الدم مما يشكل خطورة خاصة على الأفراد الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي كالربو أو التهاب الشعب الهوائية.
بالإضافة لذلك، يقوم الطبيب بتأكيد قيمة PH الخاصة بمستوى الحموضة في الدم والذي ينبغي دائماً أن يبقى ضمن نطاق ضيق جداً للحفاظ على توازن سليم للجسم. إن تغيرات صغيرة فقط في رقم PH يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات صحية شديدة وقد تعبر حتى الحياة نفسها.
في المجمل، يعد فحص غازات الدم أداة هامة للأطباء للتقييم السريري والعلاج الدقيق لحالات مختلفة بدءا من مشاكل التنفس وانتهاء بالأمراض المتعلقة بالنظام الدوري والحموضة. إنه ليس مجرد مكون واحد وإنما مجموعة متكاملة من البيانات تعتمد عليها القرارات الطبية الهامة بشأن العلاج المناسب للمرضى.