• صاحب المنشور: إيهاب البلغيتي
  
  ملخص النقاش:
  

  يشكل الارتفاع غير المتوقع في أسعار النفط ضغوطًا كبيرة ومباشرة على اقتصاديات العديد من البلدان التي تعتمد بشدة على وارداته. إن التأثير الاقتصادي لهذه الظاهرة له جوانب متعددة ومتشابكة تؤثر على مختلف القطاعات والمجتمع ككل. يعزى هذا الزيادة عادة إلى مجموعة متنوعة من العوامل منها التوترات الجيو-سياسية، وتقلبات المعروض العالمي والطلب، بالإضافة إلى القرارات الحكومية بشأن إنتاج الطاقة المحلية أو الدولية.

أولاً، يؤدي ارتفاع تكلفة الخام الخام إلى زيادة سعر الوقود للمستهلكين النهائيين مما ينعكس مباشرة على تكاليف المواصلات والنقل والشحن لكل البضائع الاستهلاكية والإنتاج الصناعي. وهذا يشمل السيارات الخاصة والحافلات العامة وشاحنات الشحن التجارية وهي أمور حاسمة تشغل العمود الفقري للاقتصاد والاستقرار الاجتماعي لأنه يرتبط مباشرة بتكاليف المعيشة اليومية.

تأثيرات محددة

1. انخفاض القوة الشرائية: عندما ترتفع الأسعار، تظل رواتب الأفراد وعائدات الأعمال ثابتة نسبيا وبالتالي فإن نسبة الإنفاق على المواد الغذائية وغيرها يتضاءل مقارنة بنفقات الوقود مما يؤثر بصورة أكبر على القدرة المالية للأسر والأعمال الصغيرة.
   
2. زيادة التكلفة التشغيلية: تدفع شركات النقل والتوزيع المزيد مقابل وقودهما مما يحمّل عبء هذه الزيادة بالتالي عملاءهم مثل تجار التجزئة الذين قد يتخذون قرار رفع أثمان منتجاتهم لتغطية الخسائر المحتملة.
   
3. الانكماش الاقتصادي: خلال الأزمات الاقتصادية كالركود الكلي مثلاً، يمكن لانخفاض الطلب العام بسبب عدم اليقين بشأن مستقبل أسواق العمل وأسواق المال أن يدفع بإتجاه انخفاض استهلاك المنتوجات الأخرى حتى لو كانت أقل ثمناً بالمقارنة مع الوقود وذلك تحت تأثير "الآثار الفورية" للارتفاع الأخير.
4. فجوات كبيرة في الميزانية الوطنية: إذا كان البلد يستورد كميات هائلة ولكنه ليس مصدر نفط مهم داخليا فقد تواجه الحكومة فجوات بميزانيتها نتيجة لذلك لأن خزانة الدولة ستكون مسؤولة جزئيًا عن تعويض الفرق بين متوسط سعره الحالي والسعر الذي تم تحديده قبل حدوث الانفجار الأولي.

تُعتبر حالة التعافي طويلة المدى لهذا النوع من الوضع الجديد متعلقة بعمل الحكومات نحو تطوير سياساتها الداخلية والخارجية لاستراتيجيات موجهة لتحسين الاكتفاء الذاتي عبر وسائل مختلفة كتطوير تكنولوجيا الطاقة البديلة واستثمار نوعية أفضل في مشاريع البحث العلمي المتعلقة بالطاقات المتجددة والتي ليست حساسة لأحداث جيوبوليتيكية عالمية معروف أنها مؤثرة بشكل كبير عند تحديد اتجاهات هبوط وصعود أسواق النفط العالمية.