- صاحب المنشور: السعدي بن زروق
ملخص النقاش:
تثير العلاقة بين الدين والعلم نقاشات مثمرة ومتشابكة عبر التاريخ. ففي حين يرى البعض تنافراً حاداً وبأنّ هذَين المجالين متناقضان بطبيعتهما، يؤمن آخرون بتكاملهما وتفاعلهما المتبادل. هذا المقال يسعى لاستكشاف هذه العلاقات المعقدة وفهم كيف يمكن النظر إلى العلم والدين كجزأين مكملين بدلاً من كونها مجالات متنافرة.
المنظور التقليدي والنقاش الدائر حول التعارض المحتمل
بالنظر إلى الوراء، نجد العديد من الحركات الثقافية والفكرية التي رأت تعارضًا تلقائيًا بين الفلسفة العلمية والمعتقدات الدينية. ربما يعزى ذلك جزئياً إلى سوء فهم لأصول كل منها أو بسبب جهود لتفسير ظواهر طبيعية خارج الإطار الديني. لكن الإسلام، على سبيل المثال، يشجع باستمرار البحث والتساؤل ويعتبرهما جزءاً أساسياً من الرقي الروحي للإنسان وهو ما يتوافق مع جوهر الـ"اكتشاف" الذي يتمتع به العالم الحديث.
الأوجه المشتركة للعلوم والإيمان
الدين يهتم بالمعنى الأخلاقي للحياة والأسباب الكامنة وراء الظواهر بينما العلم ينصب تركيزه على دراسة تلك الظواهر لفهم قوانين الطبيعة واستخدامها لتحقيق الصالح العام. عندما يُنظَر لكل منهما كمكمِّلين وظيفيا وليس منافسين، تتبدد الكثير من الخلافات الظاهرة. فالعلماء المسلمون القدماء مثل ابن رشد وابن سينا ساهموا إسهامات كبيرة ليس فقط في الفيزياء والكيمياء ولكن أيضا في مجال الطب؛ مما يدلُّ دلالة واضحة على مدى توافق الدين والعلم عند اتباع طريقة تحليل دقيقة وموضوعية.
تحديات التنسيق والمخاوف الحديثة
رغم وجود تراث مشترك غني، فإن القرن الماضي شهد ظهور مواجهات جديدة نتيجة للتغيرات الاجتماعية والثقافية السريعة والتي أدت إلى تشويه صورة العلاقة المثالية للدين والعلم لدى بعض الجماهير الغربية خاصة بعد الثورة العلمانية وما نتج عنها من انعزال واضح للمعتقدات الدينية عن الحياة اليومية للأفراد والشعب بصورة عامة. ومع ذلك، لم يكن الدين بالعراقيل أمام تقدم البشرية حيث ظهر علماء مسلمين بارزون مثل أبو الريحان البيروني الذين كانوا سباقين برصد ظاهرة المد والجزر البحرية قبل قرنين تقريبا من عمل عالم الفلك الأوروبي الشهير جاليليو جاليلي!
رؤية المستقبل - نحو تكامل أفضل
إن طريق تحقيق تفاهم شامل بين الدين والعلم يتطلب فهماً عميقاً لكليهما بالإضافة لإحترام كافة وجهات النظر المختلفة بلا استثناء . إن تقديم برامج أكاديمية مشتركة تجمع تخصصات علميةVarious scientific disciplines مع تأطير شرعي would contribute positively to bridging these gaps and fostering a more harmonious understanding of both domains within modern societies around the globe today as well as for future generations yet unborn tomorrow insha'Allah (God willing).