- صاحب المنشور: أنيس الشريف
ملخص النقاش:يعدّ موضوع العلاقة بين الإسلام والديمقراطية أحد أهم المواضيع التي تشغل بال المفكرين والمؤسسات السياسية على حد سواء. حيث يرى البعض أنّ الديمقراطية هي نظام حكم تتناقض مع مبادئ الشريعة الإسلامية، بينما يؤكد آخرون على وجود نقاط تلاقي يمكن تحقيقها إذا تم فهم كلاً منهما ضمن سياقه الصحيح وباستخدام أليات مناسبة.
لمحة تاريخية عن الديمقراطية والإسلام
الديمقراطية الحديثة نشأت في أوروبا الغربية بعد انهيار الإمبراطورية الرومانية وتأثرت بمفاهيم سياسية وفلسفية مختلفة مثل الفلاسفة اليونانيين القدماء الذين روجوا لأفكار الحرية والمساواة. أما الإسلام فقد ظهر قبل أكثر من ١٤ قرنًا وتميز بنظام سياسي خاص يتسم بالمرجعية الدينية والقانون الشرعي الذي يُستمد مباشرة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
بغض النظر عن اختلاف جذور كل منهما، فإن هناك جوانب مشتركة تعكس قابلية التأثير المتبادل. فالإسلام يشجع على الحوار والحكم الرشيد وينظر إلى المجتمع كمجتمع متعدد الطبقات ولكن موحد تحت ظل القانون الواحد وهو شرع الله عز وجل.
التوافق المحتمل بين الإسلام والديمقراطية
يمكن للمرء البحث عن توافق محتمل بين هذين النظامين عبر التركيز على القواسم المشتركة:
- الشرعية الشعبية: رغم اختلاف أصولهما، تُعتبر الشورى في الإسلام مصدر سلطة رئيسي شبيه بمبدأ الانتخاب الشعبي الوارد في بعض نماذج ديمقراطيات اليوم. يقول تعالى:[١] *"وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ*". هذا يدل على أن رأي الجماعة ذات أهمية كبيرة داخل العملية التشريعية مما يعزز دور المواطنين المؤثرين ويضمن مشاركتهم المبنية على أساسinputsهم ومطالبهم المحلية والعالمية أيضًا.
- الحوكمة المسؤولة: ينادي الإسلام بالحccountability والأمانة في استخدام السلطة ويحث حكام المسلمين بأن يحاسبوا أمام رب العالمين وأمام رعيتهم عما قاموا به أثناء فترة إدارة البلاد وشؤونها العامة المختلفة. وهذا أمر مشابه لما يحدث حاليًا في العديد من البلدان الديمقراطية حيث يخضع المسؤولون لرقابة شديدة من جانب الصحافة والنقابات العمالية وهيئات حقوق الإنسان والمجالس البرلمانية المنتخبة وغيرها الكثير...
- المساواة الاجتماعية: تعتبر المساواة الإنسانية حق مكتسب لكل الناس بغض النظرعن جنس أو عرق أو دين وقد أكد عليها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قائلاً: "إنما الناس أمّة واحدة يوم القيامة" وفي حديث آخر:"كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون." لذلك نجد دعوات للإصلاح الاجتماعي والتسامح والتعايش السلمي بين مختلف الأديان والثقافات البشرية والتي تعد جزء أصيل من التعاليم الإسلامية الأساسية منذ القدم حتى الآن!
---
Footnote :
[١]الشورى: الآية ٣٨