• صاحب المنشور: توفيق الغنوشي
  
  ملخص النقاش:
  في عصر ثورة البيانات الرقمية والذكاء الصناعي المتطور باستمرار، يُطرح تساؤل هام بشأن التأثير المحتمل لهذه التقنيات الحديثة على بنية سوق العمل. مع تزايد اعتماد الروبوتات وأنظمة الآلة في مختلف الصناعات، أصبح من الضروري فهم كيفية تأثير هذه التغييرات التكنولوجية الكبرى على فرص العمل، وتوزيع المهارات، واستقرار الموارد البشرية.

لقد كان للثورات الصناعية السابقة مثل الثورة الصناعية الأولى والثانية والثالثة آثار عميقة ومستمرة على العلاقات بين العامل والشغل والقوة العاملة ككل. ومع ذلك، فإن التحول الحالي نحو الاعتماد الشديد على الذكاء الاصطناعي يوفر تحدياً فريداً يتطلب مراجعة جوهرية لمفاهيم الدخل المستدام، والتدريب المهني المتواصل، وإعادة تعريف الأدوار داخل مكان عمل متغير ديناميكيا.

من ناحية، تشير العديد من الدراسات إلى أنه بينما قد يتم استبدال بعض الأعمال اليدوية أو الإدارية البسيطة بالآلات ذات الحكم الذاتي، إلا أن هناك طلباً متزايداً على مهارات عالية المستوى تتعلق بتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي نفسها. وهذا يعني أن التركيز لن ينصب فقط حول الحفاظ على وظيفة محددة ولكن أيضاً الحصول على خلفية تعليمية مكملة لتقنيات تكنولوجيا المعلومات الجديدة.

دعونا نفكر بموضوعين رئيسيين:

1 - الخسارة المحتملة للأعمال مقابل الفرص الجديدة

على الرغم من وجود مخاطر مرتبطة بخسارة عدد كبير نسبياً من المناصب نتيجة للاستعاضة عنها بأتمتة كاملة، فإن هذا الوضع يعكس أيضا فرصة نمو غير مسبوقة للمهندسين والمبرمجين الذين يستطيعون تصميم وبناء الأنظمة القادرة على القيام بهذه المهمات المعقدة سابقًا.

2 - التدريب والإعادة التدريب كمفتاح للحفاظ على قدرة تنافسية

مع تباطؤ زخم الاستغناء عن الوظائف بسبب تحسن فعالية أنظمة التشغيل الآلي، سيعتمد الفرد الناجح أكثر فأكثر على قدرته الذاتية للتكيف والاستجابة لسوق العمل الدينامي الجديد. إن توسيع حزمة مهاره الشخصية عبر تطوير مجموع معرفاته الأكاديمية والمعرفيه سيكون عامل جذب رئيسي لدى أصحاب العمل المستقبليين وأداة أساسية لتحقيق الأمن الوظيفي طويل الأجل.