يبرز تعلق الصحابي الجليل عمر بن الخطاب بالحديث القدسي "إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع"، بينما يؤكد حديث ابن عمر عن كون لمس الحجر الأسود سببًا لتكفير الذنوب. يبدو تناقض ظاهر ولكن التفريق بسيط. إن قدرة الحجر الأسود على تكفير الخطايا ليست مرتبطة بقدرته الذاتية، بل هي نتيجة لطاعة المسلم وتقديسه للحجر بناءً على توجيه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. وبالتالي، فإن فعل التقرب والحمل عند الركعتين ليس شعورًا بأن الحجر نفسه قادر على الغفران، ولكنه خضوع وإظهار الطاعة لله رب العالمين وفق توجيهات رسوله المصطفى.
قال الدكتور محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: "الحجر في ذاته كالجمادات الأخرى، فهو عاجز عن الإضرار بالنفس أو النفع بها. أما منافع الدنيا والدين فتكون بالأسباب المشروعة." لذلك، يعتبر مسح الحجر الأبيض باب للتكفير والتطهير الروحي بإذن الله، كتلك العبادات الأخرى مثل الوضوء والصلاة والحج والتي تعتبر وسائل مشروعة للغفران بتوفيق الرب جل جلاله. وفي النهاية، يجب التأكيد على أن مصدر الرحمة والمغفرة واحد فقط وهو الله الواحد القهار.