• صاحب المنشور: طه بن سليمان
  
  ملخص النقاش:
  تُعدّ الثورة الحديثة التي يشهدها مجال تكنولوجيا المعلومات والذكاء الصناعي ثورة متسارعة الأثر والمفعول؛ حيث أثرت هذه التقنيات على مختلف جوانب الحياة اليومية بما فيها المجال التعليمي. يمكن اعتبار الذكاء الاصطناعي كأداة رئيسية تسعى لتحقيق نقلة نوعية نحو تعليم أكثر شمولاً وتخصيصاً للمتعلمين. يهدف هذا المقال لاستعراض بعض الآثار الإيجابية للذكاء الاصطناعي على العملية التعليمية وكيف يساهم في تطوير وتحسين جودة التعلم.

بالنظر إلى المشهد الأكاديمي الحالي, يتضح بجلاء الرغبة المتزايدة بين المعلمين والمدارس لإدخال تقنية الذكاء الاصطناعي ضمن خططهم الدراسية. تُتيح أدوات مثل التطبيقات اللتي تعتمد على التحليل اللغوي والعصف الذهني المدعومة بالذكاء الاصطناعي الوصول لأدوات جديدة تساعد الطلاب أثناء الكتابة والتعبير الكتابي.

إحدى الفوائد البارزة لدمج الذكاء الاصطناعي هي قدرته على تقديم خدمات شخصية لكل طالب حسب احتياجاته الخاصة وقدراته المعرفية الفريدة. باستخدام نماذج تعلم الآلة، تستطيع المنظومات التعليمية تحليل مستوى تقدم كل متعلم واتخاذ القرارات المناسبة لتقديم الدعم اللازم له سواء كان ذلك عبر تصميم تجربة التعلم بناءً على فهم عميق لحاجاته أو حتى توفير واجبات منزلية تتناسب مع مستواه الحالي ممايعزز ثقته بنفسه ويحفزه للاستمرار بتحسين مهاراته.

بالإضافة لما سبق ذكره، يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في توفير المزيد من الفرص أمام الأشخاص ممن يعانون صعوبات التعلم وذلك بإمكانية جعل المحتوى مرئياً ومسموعاً وبالتالي توسيع نطاق الوصول إليه. أيضا تعمل الروبوتات والأجهزة المحمولة المتصلة بأنظمة دعم مدعمة بتكنولوجيات الذكاء الاصطناعي كمقررات مساعدة للأطفال الذين لديهم عسر القراءة مثلاً عندما يأخذوا دروس خصوصية مصممة خصيصا لهم وتوفر لهم طريقة سهلة لفهم المواد العلمية الصعبة نسبياً بالنسبة إليهم.

في النهاية، إن اتجاه المؤسسات التعليمية نحو استخدام الأدوات المعتمدة علي تقنيات الذكاء الاصطناعي يعد مؤشراً حيويا لدخول عصر جديد من تطوير منظومة التعليم التقليدية بهدف تحقيق هدف مشترك وهو تهيئة بيئة تدريسية فعالة قادرة علي خلق جيوش معرفيه قوية قادرين علي مواجهة مستقبل العصر الحديث والحفاظعلي مكانتهم وسط الركاب العالمي المتحرك بسرعه مذهله