إنزيم Gamma-Glutamyltransferase (GGT)، بالإضافة إلى ALT وAST وغيرهما، يعد جزءاً أساسياً من نظام الدفاع الطبيعي للكبد ضد السموم الغذائية والأدوية والكحول. عندما تتدهور وظائف الكبد لأي سبب - سواء كان التهاب كبدي، تلف بسبب العوامل البيئية أو حتى بعض الحالات الصحية الأخرى مثل أمراض المناعة الذاتية أو العدوى الفيروسية - تنطلق هذه الإنزيمات من الخلايا المصابة وتنتشر في مجرى الدم بحجم يفوق المستويات الطبيعية. هذا الارتفاع غير المعتاد للإنزيمات يشير عادة إلى وجود مشاكل صحية تحتاج للتقييم والعلاج.

عادة ما يتم اكتشاف زيادة مستويات إنزيمات الكبد خلال فحوصات روتينية، وقد لا يحمل هذا الأمر الكثير من المخاطر إذا كانت الحالة موقتة. ولكن هناك حالات أخرى أكثر خطورة تتطلب تدخل طبياً فورياً للحفاظ على سلامة الكبد. الأعراض الشائعة المرتبطة بارتفاع إنزيمات الكبد تشمل الغثيان، فقدان الشهية، الألم البطني، والتغير في لون الجلد والمخاطيات.

علاج حالة ارتفاع إنزيمات الكبد يعتمد بشكل كبير على السبب الرئيسي للمشكلة. بالنسبة لحالات التسمم بالكحول، قد يكون الامتناع عن شرب المشروبات الكحولية هو الخطوة الأولى نحو التعافي. أما في حالة الأمراض الفيروسية مثل التهاب الكبد A, B, C, D, E؛ فتتمثل المعالجة بالأدويه المضادة للفيروسات تحت إشراف الطبيب المختص.

في حال كانت الزيادة ناتجه عن استخدام أدوية معينه، يجب التواصل مع الصيدلاني أو الطبيب لاقتراح بدائل اقل ضرراً علي الكبد. كذلك، تعد الحميات الغذائية الغنية بمضادات الأكسدة وأوميغا 3 مفيدة جدا لانها تساعد في دعم وظيفة وصحة الكبد. إضافة لذلك، فإن المواظبة على ممارسة الرياضة المنتظمة والنوم الجيد له تأثير إيجابي أيضاً.

وفي حالات أقل تواترًا مرتبطة بإصابات مزمنة للكبد كالالتهاب الدهني وغيرها، قد يحتاج الشخص إلى علاجات أكثر تطوراً، منها تغيير النظام الغذائي والسوائل عبر الوريد واستخدام مسكنات للألم ومزيلات حموضة المعدة. وبحسب درجة خطورة الوضع، قد يلعب زرع الكبد دورًا حيويًا في إعادة الصحة للجسد بعد استنفاد كافة خيارات العلاج الأخرى.

بشكل عام، يُعتبر فهم دلالات اختبار إنزيمات الكبد أمر مهم للغاية لأنه يساعد الأفراد على تحديد متى ينبغي طلب المشورة الطبية ومتابعة تقدم حالتهم تحت رعاية محترفين في مجال الطب. ومن الجدير ذكره أنه بينما معظم الحالات ترتفع فيها تلك الإنزيمات لفترة وجيزة فقط ثم تعود لمستواها الطبيعي بسرعة نسبية؛ إلا أنها تستوجب الانتباه الدائم والصيانة الدورية لصحة الجهاز الهضمي عموما وللكبد خاصة لمنع تفاقم الضرر الواقع عليه نتيجة لهذه الاختلالات الكيميائية داخل الجسد.