يعتبر مرض الروماتيزم القلبي حالة صحية معقدة تتطلب رعاية طبية متخصصة ومتابعة مستمرة. هذا المرض ينتج عادةً عن الالتهاب الناتج عن عدوى البكتيريا العقديات، مما قد يؤدي إلى تلف الصمامات ووظائف القلب الأخرى. العلاج الفعال يعتمد بشكل كبير على كشف وتشخيص الحالة باكراً.
الخطوة الأولى في التعامل مع الروماتيزم القلبي هي تحديد الداء بدقة عبر التاريخ الطبي الشامل، الفحص البدني، وأساليب التصوير مثل الأشعة فوق الصوتية للقلب (الإيكوغراف). بعد ذلك، يتم وضع خطة علاجية تعتمد على شدة الأعراض وحالة القلب العامة. يمكن تقسيم هذه الخطط إلى ثلاثة أقسام رئيسية: الأدوية، الإجراءات الجراحية غير الجراحية، والجراحة.
الأدوية تلعب دوراً أساسياً في إدارة أعراض الروماتيزم القلبي ومنع المضاعفات طويلة الأجل. مضادات الالتهابات وغيرها من العقاقير تخفف الألم وتحافظ على وظيفة القلب. أما بالنسبة للإجراءات غير الجراحية، فهي تشمل التوسيع بالبالون لأوعية الدم الضيقة حول الصمامات المصابة واستخدام القسطرة لوضع شبكات دعم لمنعهن من الانغلاق تماماً.
في الحالات الأكثر حدة أو عندما تكون هناك مشاكل كبيرة في الوظيفة القلبية، قد يكون الجراحة ضرورية لإصلاح أو استبدال الصمامات المتأثرة. هذه العمليات تتم غالبًا باستخدام التقنية الحديثة للأجهزة المساعدة للتنفس (VAC) والتي تسمح للمريض بمغادرة المشفى بسرعة نسبية مقارنة بالأسلوب التقليدي لجراحة الصدر المفتوح.
بالإضافة للأدوية والإجراءات الطبية، فإن اتباع نمط حياة صحي مهم جدا لتخفيف ضغط العمل الزائد على القلب ودعم الجسم أثناء عملية الشفاء. يشجع خبراء الصحة الأفراد الذين يعانون من الروماتيزم القلبي على ممارسة الرياضة المعتدلة، تناول نظام غذائي متوازن وغني بالأطعمة الصحية، وكذلك الحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم.
بشكل عام، بينما ليس لدينا حتى الآن علاج نهائي للروماتيزم القلبي، إلا أنه بإمكان الطب الحديث التحكم في الأعراض بشكل فعال ويسمح لكثيرين بالعيش حياة مستقرة ونشطة رغم وجود هذا الشرط الصحي.