- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تواجه المجتمعات اليوم تحدياً أخلاقياً فريداً يتمثل في تطور التكنولوجيا وتأثيرها المضطرب على حياتنا. إن الثورة الرقمية التي غيرت طريقة تواصلنا وتعاملنا والتشارك بالمعرفة حملت معها شظايا مظلمة تتطلب فحصاً جاداً ومراجعة عميقة. وفي هذا السياق، يتصدر انتشار المعلومات الزائفة رأس قائمة القضايا الجدلية، حيث أصبح الوصول إلى الأخبار الكاذبة والصعب التحقق منها سهلاً للغاية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات الإلكترونية. وهذا الوضع الجديد ليس مجرد تهديد للأمان والخصوصية الشخصية؛ بل يرقى ليتجاوز ذلك ليصبح قضية مصيرية لأمن واستقرار الدول والمجتمعات جمعاء.
التأثيرات المدمرة للأنباء الزائفة والأكاذيب المتناقلة رقميًّا
إن انتشار الأخبار الكاذبة له عواقب وخيمة تمس بمختلف جوانب الحياة العامة والحياة الخاصة أيضًا. فقد أدى التسارع الكبير للمعلومات المجردة عن الواقع والتي غالباً ما تحمل طابع مؤثر وجذاب، لإحداث آثار نفسية اجتماعية خطيرة كالتضليل السياسي والديني والإثارة الطائفية والفوضى الاجتماعية وغيرها كثير مما هو مدمر للحريات الأساسية للإنسان. وبالتالي فإن الحاجة ماسّة لمبادرات وعمل مؤسساتي موحد يستهدف مكافحة هذه الظاهرة الخطرة وضبط مسار الاتصال العام نحو سلامته وأنسنيته الأصلية.
دور الإعلام التقليدي والمعاصر في مواجهة ظاهرة نشر الشائعات
كان للدور التاريخي الذي لعبه الإعلام التقليدي دوراً محوريًا في ترسيخ ثقافة الاحترام لدى الجمهور تجاه الصحيفة المكتوبة والقنوات الفضائية المرئية والموجودة منذ زمن بعيد مقارنة بوسائل الإعلام الجديدة الغامضة نسبيا وانعدام الشفافية حول مصدر المعلومة وصحتها عند بعض مستخدمي الإنترنت الذين ملؤوا شبكات التواصل بإطلاق عبارات نابيه وزبالة المعرفة دون رادع أو خوفٍ من الله تعالى ومن عقوباته الدنيوية والأخروية المشددة بحق المغتابين والنمامين والكذابين المخالفين لسنة سيد الخلق محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعلى الجانب الآخر، يمكن اعتبار ثبات الاعتماد الأكبر حاليًا على المنتَجات الإعلامية الرقمية كميزتين؛ الأولى تتعلق بالإمكانيات الهائلة للتوصيل الواسع الانتشار والثانية تتمثل بالقدرة العالية لتفاعل الجمهور وردوده اللحظية مباشرة عقب ظهور حدث ما سواء كان حقيقي أم مفترى به حسب التصريحات الأولية الواردة فيه والذي يؤكد ضرورة وجود تشريعات شديدة لقوانين العقوبات المرتبطة بتلك الجرائم المستجدة حديثا وإنزال أقسى أنواع العقاب لكل متحلِّل يُعادي مجتمعه ويتسبب بخراب بيئتهم الصغيرة والكبيرة فالجميع سيجنون حتماً نتائج أعمالهم يوم القيامة إذ يقول عزَّ وجَلَّ : "وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيراً". صدق الله العظيم.
##### الحلول المقترحة لتعزيز المناعة ضد انتشار الأفكار الضالة والشائعات المغرضة
لتخطي مثل تلك الآفات المؤذية تحتاج الحكومات العربية خاصة للدولة الإسلامية ذات النظام الملكي الوراثي السعودي بصفته نموذجا مثاليا للشريعة الربانية المُطبقة فعليا أمام الأعين لتكون بذلك قدوة حسنة لاتباع نهج الاستقامة والسداد - لذلك ينصح باستصحاب التالي كتوجه عام شامل شامل:
1- تطوير منظومة تعليمية تُعنى ببناء شخصيات مستقيمة تؤمن بقيم الإسلام الأصيلة وتمارس الخير حق الممارسة العملية وليست النظرية فقط وهي رسالة نبينا الكريم عندما قال لنا جميعا "الدين المعاملة"، أي أنه مهما بلغ إيماني فهو أمر عبثي بلا تأثير إلا إذا تحولت اعتقاداتي لحياة فعل وفق شرعه جل جلالة ربي سبحانه وتعالى. 2- رفع مستوى وعي أفراد المجتمع وفهم دينهم بشكل صحيح وذلك عبر تنظيم ندوات دينية منتظمة ودروس تثقيفية مختلفة