- صاحب المنشور: غازي الحدادي
ملخص النقاش:
مع الانتشار العالمي لوباء كوفيد-19، اضطر الكثير من الدول إلى التحول نحو التعلم الافتراضي أو التعليم الإلكتروني. هذا النظام الجديد ليس خاليا تماما من التحديات التي تستحق النظر العميق والفهم الشامل لتطوير أفضل طرق القيام به. هذه المتطلبات الجديدة قد أثرت على كل جانب من جوانب العملية التعليمية - بدءًا من البنية التحتية التقنية والتدريب للمعلمين وانتهاء بتفاعل الطلاب مع بعضهم البعض ومع المواد الأكاديمية المقدمة لهم رقميّاً.
تعتبر المشاكل المتعلقة بالوصول العنصر الأساسي الذي يصعب مواجهته في التعليم الرقمي الخاص بفئة كبيرة مثل الشباب الذين يعيشون خارج المناطق الحضرية حيث غالبا ما تكون الخدمات الأساسية للإنترنت غير متوافرة. وكذلك بالنسبة للأسر ذات الدخل المنخفض والتي ربما تملك أقل القدرة المالية لشراء الأجهزة الذكية اللازمة لهذا النوع من التعليم. بالإضافة لذلك فإن عدم الاستعداد لمثل هذه الحالة الطارئة يؤدي أيضاً إلى قلة الكفاءة لدى المعلمين الذين يشكل تدريبهم وتزويدهم بالحاجات الضرورية تحدياً آخر يتعلق بهذا الموضوع.
من ناحية أخرى، يمكن اعتبار الجانب الإيجابي لهذه التجربة فرصة عظيمة لإعادة تعريف كيف ينظر الجميع إلى التعليم نفسه وكيف يمكن تطوير آليات أكثر حداثة وأكثر فعالية بناء على التجارب المكتسبة حديثاً. فتح الباب أمام المنافسة بين أدوات ومواقع تعليم رقمية مختلفة وبالتالي خلق فرص أفضل للتطور والاستفادة منها جميعاً. كما توفر البيئة الرقمية العديد من الأدوات الحديثة والمبتكرة والتي تساعد الطلاب والمعلمين بإضافة تفاعلية عالية وجذابة للعرض الأكاديمي بشكل عام.
ختاماً، رغم وجود مجموعة هائلة ومتنوعة من العقبات المرتبطة باستخدام التعليم الافتراضي إلا أنه يظل الحل الوحيد المؤقت الحالي للحفاظ علي استمرارية مسيرة التعليم دون انقطاع. وهو الأمر الذي يستوجِب ضرورة بذْل الجهد لتحسين جودة شبكة الإنترنت وتعزيز القدرات الفنية للشباب والأطفال في مناطق ريفيه ونائية خاصة بهم عبر تقديم دورات تدريبية مجانية لتضييق فجوة المعلومات الرقمية وتمكين أكبر عدد ممكن منهم للاستمرار بممارسة حقوقهم الأساسية فيما يتصل بعملية التعرف والمشاركة المجتمعية أيضًا وذلك سواء داخل الصفوف الدراسية أم خارجه منها!