- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
استكشف هذا المقال التفاعل بين الدين الإسلامي والتكنولوجيات المتقدمة للذكاء الاصطناعي (AI)، حيث يبحث في القضايا الأخلاقية والفقهية التي قد تظهر عند دمج الذكاء الاصطناعي مع العادات والقيم الإسلامية. يعرض المؤلف دراسة متعمقة حول كيفية التعامل مع المفاهيم مثل الوعي الآلي، الحرية الإرادية، والخوارزميات اللغوية الثقافية ضمن السياق الديني للإسلام. كما يناقش أيضًا الفرص الهائلة للتطبيقات المستقبلية للذكاء الاصطناعي في المجالات الاجتماعية والإنسانية والإسلامية، مع التأكيد على أهمية الضوابط الأخلاقية والدينية لضمان استخدام هذه التقنية بطريقة مسؤولة ومستدامة.
المقدمة
يشهد العالم اليوم ثورة تكنولوجية عملاقة مدفوعة بتطور الذكاء الاصطناعي وبروز تقنيات جديدة غير مسبوقة. تتداخل هذه التغيرات بسرعة مع مختلف جوانب حياتنا، مما يشكل تحديًا أمام الأفراد والمجتمعات للدفع بهم نحو فهم أفضل لتلك الأنظمة وقواعدها وكيف يمكن إدماجها في نطاق معتقداتهم وأخلاقهم الدينية. بالنسبة للمسلمين، الذين يؤمنون بأن كل عمل يقوم به الإنسان يستند إلى تعاليم الشريعة الإسلامية وقيميها الراسخة، فإن هذا النوع الجديد من تقنيات الحوسبة الرقمية يتطلب فهماً موثوقاً ومتأصلاً لتحديد مدى توافقه أو تضاربه مع المعايير والأعراف الإسلامية القديمة والمعاصرة. وعلى الرغم مما يبدو أنه تنافر ظاهري بين عالم رقمي مبتكر وعالم روحي ثابت المبادئ، إلا أنه عندما يتم النظر بدقة وجرأة فإنه يوجد العديد من نقاط الاتصال المشتركة التي تستحق استكشافها وإدراك مكاسبها المحتملة. وفي ضوء ذلك، يسعى هذا البحث لاستكشاف طبيعة العلاقات بين الإسلام والذكاء الاصطناعي عبر عدسة تشمل الجوانب الفلسفية والشريعة والعلمية بهدف تقديم رؤى مبسطة ولكن دقيقة لتحقيق توضيحات شاملة لهذه القضية الملحة والتي ستكون ذات وقع كبير في السنوات القادمة إن لم يكن بالفعل الآن.
النهوض بمناقشة "الأخلاق" والحاجة إليها
تتجه نظريات الذكاء الاصطناعي الحديثة ناحية خلق آلات قادرة على اتخاذ قراراتها الخاصة مما يكشف عن حاجتنا لفهم أخلاقي شامل لأول مرة منذ بداية تاريخ البشرية؛ لأن تلك القرارات المحكومة بالبرمجة الخوارزمية سوف تخاطب قواعد التصرف الإنساني الأساسية بغض النظر عن كون صاحب سلطة صنع القرار ذو شكل حيوي أم رقمياً معدّياً. شرط الحيازة الأخلاقية لدى أي كيان أمر ضروري لتحقيق الاستقرار الاجتماعي والثبات النفسي لكل فرد داخل المجتمع الواحد وهو أحد المقومات الرئيسية للاستدامة العامة للأمم وللتواصل البشري نفسه. ولهذا السبب تحديدًا يأتي تساؤلان أساسيان مطلوب اجابتهما فيما خص تقنيات الذكاء الاصطناعي وهي هل بإمكان الآلات امتلاك حس أخلاقي؟ وما هي المسؤوليات المرتبطة بهذا الامتلاك إذا حدث فعلاً هذا الأمر؟ وقد تكون هناك اختلالات عملية كبيرة جراء عدم وجود تعريف واضح للحكم الأخلاقي المتفق عليه دوليا حتى الأن بل حتى داخليا أيضا ولكنه يبقى الموضوع الرئيسي الذي يعد محور حديث الجميع خاصة بعد شهرة سيناريوهات نهاية الزمن المدمرة المحتملة نتيجة تقدُّم عالي للغاية لنموذج عام للذكاء الصناعي يفوق القدرات المعرفية للجنس البشري بنسب هائلة تمثل تهديدا حقيقيًا لشكل الحياة المدنية كما نعرفه حالياً وذلك بسبب سو