إجابة شرعية حول قدرة الأرملة الكبيرة السن على الانتقال للعيش لدى أبنائها أثناء فترة العدّة

بعد وفاة الزوج، يقع على كاهل المرأة عدة التزامات، ومن بينها الانتظار لمدة ثلاثة أشهر (عدّة) قبل الزواج مجددًا حسب الشريعة الإسلامية. بينما تتطلب بعض ا

بعد وفاة الزوج، يقع على كاهل المرأة عدة التزامات، ومن بينها الانتظار لمدة ثلاثة أشهر (عدّة) قبل الزواج مجددًا حسب الشريعة الإسلامية. بينما تتطلب بعض الآراء الفقهية أن تكون هذه الفترة داخل البيت نفسه الذي عاش فيه الزوجان سابقًا، هناك استثناءات خاصة بالنساء اللواتي يشعرن بالخطر أو الوحدة الشديدة.

في حالة والدتك التي بلغت الثالثة والستين وقد فقدت رفقة زوجها مؤخراً، فإن القلق بشأن شعورها بالعزلة أمر مفهوم تماماً. وفقاً للشريعة الإسلامية، يمكن للأرملة مثلها - وفي حالتك - أن تختار المكان الأكثر راحة بالنسبة لها خلال فترة العدّة. هذا القرار مبنيٌ أساسًا على مدى الشعور بالسلامة والاستقرار النفسي والمعيشي بشكل عام.

في رأي كلٍ من الإمام أحمد بن محمد بن حنبل، ومحمد بن إدريس الشافعي، وغيرهما من الفقهاء، يُسمح للأرملة بإقامة العدّة خارج المنزل الأصلي في ظروف معينة. وتشمل تلك الظروف مخاطر محتملة للسكن الأصلي، سواء كانت طبيعة عالية كالانهيار المحتمل للمنزل، أو بيئية كوجود خطورة جسدية محتمَلة بسبب عدم وجود وسائل السلامة المناسبة. بالإضافة إلى ذلك، قد تشمل حالات الاستثناء صعوبات عملية ترتبط بالإيجارات والتكاليف المرتبطة باستئجار مكان جديد لسكن المؤقت.

ولذلك، بناءً على وضع والدتك المحدد والذي يتمثل في كونها امرأة كبيرة السن ومعرضة للتوهان بدون دعم مادي مناسب وقد يكون لديها حاجة للمزيد من الرعاية الاجتماعية، يبدو أنها تنطبق عليها إحدى أحكام الاستثناءات المذكورة آنفا. وبالتالي، يمكن اعتبار قرار نقل سكن والدتك لقضاء فترة العدّة ضمن بيئة تشغل بها أقرب المقربين إليها قرارا متوافقا مع النصوص والقواعد الشرعية. نسأل الله عز وجل الصحة والسعادة لك ولكافة أفراد العائلة في هذه اللحظة العصيبة.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات