الحمد لله، قد أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بإجابة نداء الصلاة لصلاة الجماعة، باستثناء الذين لديهم عذر مشروع لمنعهم من الوصول في الوقت المناسب. وقد أكدت أحاديث كثيرة هذا الأمر، بما فيها الحديث الذي رواه ابن عباس حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم "من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلّا لعذر". وبالتالي، يجوز للإمام التأخر بسبب عذر شرعي ولكن يُفضل دائماً المحاولة للحضور والصلاة مع المؤتمين إذا كان بالإمكان فعل ذلك.
في حالة الإمام، هناك مثال رائع ورد في السنة النبوية عندما كان أبو بكر الصديق رضى الله عنه يؤذن ويقيم قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم من مهمة خارج المسجد. وعندما حضر النبي صلى الله عليه وسلم، استقر مكانه خلف الصف حتى أنهى أبي بكر الصلاة. وهذا يؤكد أهمية ضرورة وجود الإمام بين صفوف المصليين قدر المستطاع.
ومع ذلك، إذا تأكد الإمام من عدم تمكنه من اللحاق بصلاة الجماعة بسبب العائق الوارد، فليس هناك أي مانع شرعي من أداء الصلاة في المنزل بنفس الطريقة التي تؤدى بها في المسجد. ومع ذلك، يشدد علماء الدين على أن القيام بذلك بشكل مستمر يمكن أن يقلل من تقديس هذه الشعيرة الهامة.
ختاماً، بينما يحترم الشريعة الإسلامية حق الأشخاص في الحصول على الأعذار المشروع للتغيب عن بعض الواجبات الدينية مثل صلاة الجمعة والجماعة، فهي تشجع بشدة على المشاركة الفعلية قدر الطاقة ممكنة.
والله أعلى وأعلم.