• صاحب المنشور: وسن العروي
  
  ملخص النقاش:
  تُبرز الأهمية المتزايدة للاقتصاد الإسلامي كأداة مبتكرة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة. تركز هذه الدراسة على كيفية مساهمة الاقتصاد الإسلامي في تعزيز الانسجام الاجتماعي وتوفير بيئة اقتصادية عادلة للجميع. يستند هذا النظام إلى المبادئ الإسلامية التي تشدد على العدالة، الشفافية، والعلاقة القائمة بين الدين والاقتصاد.

الفوائد الاجتماعية للاقتصاد الإسلامي:

1. العدالة والتوزيع العادل للموارد: ينادي الاقتصاد الإسلامي بمبدأ "الفريضة" الذي يدعو إلى إعادة توزيع الثروة بطريقة تضمن عدم ترك أي شخص أو مجتمع خلفاً. تُستخدم الزكاة والاستثمارات الخيرية للحفاظ على استقرار المجتمع ومنعه من الوقوع تحت وطأة الفقر. إن وجود نظام جبري للزكاة ومشاريع خيرية متطورة يضمنان تقديم الدعم للأفراد والأسر المحرومة وتعزيز شعور المساواة داخل المجتمع.

1. التعاون الاجتماعي والمشاركة: يُشجع الاقتصاد الإسلامي على الأعمال التجارية المشتركة والمعاملات الآمنة التي تعزز التعاون والشراكات بين الأفراد والجماعات. يشمل ذلك التأمين الإسلامي ("التكافل") الذي يساعد في تقاسم المخاطر وتحفيز الوحدة الجماعية. بالإضافة إلى ذلك، تشكل الجمعيات الخيرية والجمعيات التعاونية مصدرًا رئيسيًا لتسهيل تبادل المعرفة والدعم بين الأعضاء مما يساهم في تحقيق التكامل الاجتماعي.

1. استدامة البيئة والمسؤولية البيئية: يؤكد الاسلام على الحفاظ على الأرض واستخدامها بحكمة وبإدارة مستدامة لضمان رفاهية الاجيال المقبلة. وهذا يتوافق مع مفاهيم الاستمرارية والمساءلة الموجودة ضمن الاقتصاد الأخضر الحديث. يتم تطبيق آليات مثل تقييد المضاربة المالية والتركيز على القطاعات المنتجة كالزراعة والصناعة التقليدية والتي تسعى نحو حلول صديقة للبيئة.

1. التعليم والتدريب المهني: يعطي الاقتصاد الإسلامي الأولوية لتوسيع فرص التعليم والتدريب المهني. فخلال فترة الكساد الكبير، قام المؤسسون المسلمين بتأسيس المدارس الخاصة بالتعلم العملي بهدف تجهيز الشباب لسوق العمل والحفاظ عليهم بعيدا عن البطالة. تستمر تلك الهيئة حتى يومنا الحالي حيث تقدم دورات تدريبية متنوعة لصقل مهارات الشباب وتمكينهم من خلق فرص عمل خاصة بهم سواء كانت صغيرة أم كبيرة.

1. الشفافية والمحاسبة: تتم إدارة كافة معاملاته وفق أحكام الشرع المطهر لذلك نجد ان جميع التعاملات تخضع لمراقبة دائمة وضمان شفافيتها واحتقار خداع الغير فهو محرم شرعا ورد فيه كلام الله عز وجل {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراضٍ منكم} [النساء : ٢٩] . ولا يجوز الاحتكار باعتباره ظاهرة منفرة اجتماعيا واقتصاديا وقد ذكر القرآن الكريم قوله تعالى:{ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ثم تسلموا إليها من بعد سلطان منه واتقوا الله... }[البقرة: ١٨٨]. كما نهى الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن أخذ الرشا وعدم اتمام الصفقة إذا علم بخداع أحد الطرفين.[١١]

هذه الأمثلة توضح كيف يمكن للإقتصاد الإِسلامِيَّ أن يلعب دورًا حيويًا في بناء مجتمعات أكثر انسجامًا واستقرارًا وخلق بيئات مزدهرة تحترم قيم الإنسانية والعدالة والرفق بها.