• صاحب المنشور: عز الدين الزوبيري
  
  ملخص النقاش:
  تُعدّ الابتكارات التكنولوجيّة الحديثة محوراً أساسياً لتطور المجتمعات وتطورها، ولا شك بأن الذكاء الاصطناعي أصبح أحد أهم هذه الابتكارات التي أثرت بشكل كبير على مختلف القطاعات. عندما نتحدث تحديداً عن مجال التربية والتعليم، يظهر مدى التأثير الجذري لذكاء الآلة في تشكيل مستقبل النظام العالمي للتعلم. هذا المقال سيناقش فوائد واستخدامات الذكاء الاصطناعي في دعم العملية التعليمة وكيف يمكن استخدامه لتعزيز تجربة الطلاب والمعلمين.

تخصيص الدروس وفق احتياجات الفرد:

تشكل القدرة على تقديم تعلم مخصص لكل طالب تحديًا هائلاً للمعلمين التقليديين الذين يعملون ضمن حجرات دراسية ذات طاقة متضخمة. هنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي الذي يحل محل المشرف البشري بتقديم نصائح وأساليب تدريس شخصية بناءً على البيانات المتراكمة حول أدائهم السابق والتناسب مع نمط التعلم لديهم. تُستخدم خوارزميات التعلم العميق لتحليل كم هائل من بيانات التدريب لفهم نقاط قوة وضعف كل فرد وإنشاء خطة مدرسية مصممة خصيصًا له. بالإضافة لذلك فإن تقنية المساعدة الصوتية مثل Amazon Alexa أو Google Assistant قد فتحت آفاق جديدة لإمكانية الوصول إلى المعلومات الشخصية والمعرفة العلمية بطريقة سهلة وخالية من أي عائق لغوي.

تحسين خبرة المعلمين وتعزيز مهاراتهم:

يوفر الذكاء الاصطناعي أيضًا دعم متواصل للمدرسين خلال حياتهم العمليه العملية وذلك من خلال تزويدهم بمجموعة متنوعة من الأدوات والموارد التي تساعدهم في إدارة الفصل الدراسي بكفاءة عالية ومراقبة الأداء الأكاديمي للتلاميذ باستمرار وتحسين طريقة توصيل المحتوى التعليمي لهم. إن منصة OpenAI مثال حي على ذلك حيث توفر مجموعة واسعة من الأدوات البرمجية القابلة للتكيف والتي تعمل كأداة مساعدة رقمية تساعد المُعلم أثناء الحصة ويمكن استخدام تلك المنصات أيضاً داخل غرف الصف لمناقشة المواضيع الصعبة وجمع الأفكار الجديدة والاستراتيجيات الناجحة.

توسيع الفرص البحثية والدراسية عبر الانترنت:

يتيح لنا عصر الإنترنت الحالي فرصة ذهبية للاستفادة المثلى مما يُسمى بالتعليم الإلكتروني والذي يتضمن دورات افتراضيه موجهة نحو تحقيق اهداف محددة لدى المؤسسات المرخصة عالميا ولكنه حتى الآن يبقى محدودا بسبب وجود حاجز اللغة وغيرها من العقبات الأخرى والتي بالإمكان تقليلها حاليا باستخدام تكنولوجيا ترجمة اللغات الطبيعية المدرب بواسطة نماذج لغة ضخمة مثل GPT-3 ذاته! وبالمثل فإن ملفات الفيديو التعليمية وَالبرامج التفاعلية كذلك تعتبر جزءا مهمّا منه أيضا لما تقدمه من شرح مفصل وشامل لكافة جوانب الموضوع الواحد مقارنة بحجم كتاب مطول مثلا لذلك فالاستثمار أكثر بالأبحاث الخاصة بأتمتة عملية إنتاج محتوى فيديو تعليمي جديد سيحقق نجاح مضاعف بالنظر لصغر حجم التكاليف مقابل المكاسب الكبيرة المنتظرة منها مستقبلا.

وفي النهاية، فإن دمج الذكاء الاصطناعي في نظام التعليم يؤدي إلى خلق بيئة تعليمية ديناميكية تسمح بحرية الاختيار بين طرق مختلفة للحصول علي المعلومة وفي نفس الوقت تكفل جودة شاملة للأداء الغائي المنشود إذ بات بإمكان طلاب اليوم الحصول فعليا علي