- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهدت دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحولا نحو اعتماد الطاقة المتجددة كمصدر رئيسي لسد الطلب المتزايد على الكهرباء. ويعد هذا التحول ضروريا ليس فقط لمواجهة الآثار البيئية الضارة لمصادر الطاقة التقليدية مثل النفط والغاز الطبيعي، بل أيضا لتنويع اقتصاداتها وتعزيز الأمن القومي. وفي هذه المقالة سنستكشف التأثيرات الاقتصادية والبيئية للاستثمار في مشاريع توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في المنطقة العربية.
الأثر الاقتصادي: الفرص والقيود
تشكل الطاقة المتجددة فرصة هائلة لدول الخليج العربي، التي تعد بين أكبر الدول المنتجة والمصدِّرة للنفط الخام عالميا. فعلى الرغم من الثراء الذي جلبه قطاع التعدين إلى تلك البلدان، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة بسبب تقلب أسعار النفط العالمية والتوقعات بتراجع الطلب على الوقود الأحفوري مستقبلا جراء الوعي المتنامي بخطورة تغير المناخ واستراتيجيات الانتقال إلى اقتصاد أكثر اخضرارا. إن استغلال ثروتها الفريدة من موارد الطاقة الشمسية والريحية يمكن أن يساهم بشكل كبير في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على واردات الغاز.
وفيما يتعلق بالفرص الوظيفية، فإن بناء وصيانة محطات توليد الطاقة المتجددة تتطلب مهارات فنية متخصصة، مما ينتج عنه خلق فرص عمل جديدة للشباب المحلي خاصة بعد توقف نمو وظائف القطاع النفطي التقليددي. كما أنه بإمكان الحكومات استخدام عائدات الاستثمارات الأولية بشبكة واسعة من المشاريع الصغيرة الحجم لمساعدة رواد الأعمال الصغار ورواد المشاريع الإبداعية لتنفيذ حلول مبتكرة لحفظ الطاقة وتحسين الكفاءة داخل مجتمعاتهم المحلية. بالإضافة لذلك، قد يتمكن بعض الاقتصادات الناشئة ذات الموارد المالية المحدودة كالجزائر ومصر وغيرها من توثيق العلاقات التجارية مع الشركات الدولية العاملة بمجالات تصنيع المعدات والأجهزة المرتبطة بهذا المجال الحيوي.
ومع ذلك، يواجه تطوير واحتضان تكنولوجيا الطاقة المتجددة عددا من العقبات والصعوبات الرئيسية والتي تشمل ارتفاع تكلفة رأس المال اللازمة لإقامة البنى الأساسية الضرورية للتوسعات المستقبلية؛ قلل انسيابية إجراءات التصريح والإذن بالسماح ببناء أي مشروع جديد سواء كان فرديا أو مشتركاً؛ وجود نقص حاد بأيدي العمل المدربة والمعرفة المتعمقة بشأن تقنية التركيب الخاص بكل نوعٍ منها وكذلك عدم كفايتها لتحقيق الاستقرار التشغيلي طويل المدى حيث تستدعي العديد منها عمليات صيانة دورية مكلفة. كذلك الأمر بالنسبة لقضايا أخرى متعلقة بحماية البيئة واختلاف الثقافات والتقاليد المجتمعية المعيقة لمشاريع واسعة النطاق للمزارعين والفلاحين الذين يستخدمون مساحات كبيرة لأراضي زراعية بالقرب من مناطق تركيز أشعة شمس قوية مثلاً.
الأثر البيئي: خفض الانبعاثات وزيادة المساحة الخضراء
إن ترقية نظام الشبكات القائمة لاستيعاب قدر أعلى من قدرة الطاقة المنبعثة مباشرة عن طريق ضوء النهار وانسياب حرية الهواء سيؤدي حتماً لانخفاض ملحوظ بالأرض الرأسية المستغل وبالتالي فتح المجال أمام زيادة نسبة رقعة الأخضر ضمن حدود المدن نفسها وبالتالي تخفيف شدة الظاهرة الحرجة وهي الاحتباس الحرارى العالمي نتيجة تمدد عمراني غير منظم فوق سطح الأرض وخارج نطاق رؤيتنا للمحيط الفيزيائ