- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
في ظل الثورة الرقمية والتقدّم الحثيث لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (AI)، فإن المنطقة العربية تواجه تحديات متعددة تعوق الاستفادة الكاملة والفوائد المتاحة لهذه التقنية. يعد تنظيم الذكاء الاصطناعي قضية معقدة تتطلب نهجا شاملا يوازن بين الابتكار والحفاظ على القيم والأخلاق الإسلامية والمجتمعية. ومن الجدير بالذكر أن الحكومات والمؤسسات العامة والخاصة تحتاج إلى وضع سياسات واستراتيجيات واضحة تلبي احتياجات الوطن العربي وتتوافق مع رؤيتها المستقبلية. هذا المقال سوف يستعرض بعض الجوانب الرئيسية للتحديات التي تواجهها الدول والشركات العربية أثناء محاولتها دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي بطريقة آمنة ومستدامة.
التحدي الأول: نقص الخبرة الفنية والبشرية المؤهلة
إن أحد أهم العقبات أمام انتشار واسع النطاق للذكاء الاصطناعي في البلدان العربية هو عدم وجود قاعدة كافية للمختصين ذوي المهارات العالية. إن تطوير وصيانة البرامج والخوارزميات المعقدة يتطلب خبرات متخصصة وفهم عميق لكيفية عمل هذه الأنظمة التعلم الآلي. وبغض النظر عن مدى قدرته على حل المشكلات المحلية، إلا أنه قد يشهد نقصا حادا في عدد الأشخاص الذين يتمتعون بخبرة عملية مستمرة حول كيفية استخدام تكنولوجيا AI بكفاءة واحترافية عالية. وهذا يدفع نحو ضرورة زيادة الاستثمار في التعليم والتدريب التقني وإطلاق مبادرات بحثية لدعم البحث العلمي في مجال علوم البيانات والروبوتات وغيرهما مما يعزز مكانة الاقتصاد المعرفي ويوسع نطاق توظيف المواهب المحلية والعربية.
التحدي الثاني: غياب التشريعات والقوانين المنظمة لـ AI
بالرغم من وجود العديد من دول عربية تنظر بإيجابية تجاه تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلّا أنها تعاني بسبب افتقارها لقوانين وأنظمة قانونية تحكم استخدام هذه التقنية الجديدة وتضع حدوداً لها ضمن السياقات الاجتماعية والدينية الخاصة بكل دولة. فالعرب اليوم بحاجة ماسة لإصدار تشريعات تضمن احترام حقوق الإنسان وكرامته واستخدام البرمجيّات وفقًا لمحتوى شرعي ومهني صحيح يحافظ عليه ولايتعارض معه بأي شكل من الأشكال. وفي الوقت الحالي، يمكن اعتبار اعتماد مثل تلك اللوائح والإجراءات الوقائية أمراً مسارعاً لجذب المزيد من صنّاع السياسات والاستثمار في قطاعات متعددة داخل الأسواق العربية المختلفة.
التحدي الثالث: المنافسة العالمية وشبح فقدان الوظائف
تشكل التغيرات المرتبطة بتطور الذكاء الاصطناعي تهديد حيقيقي بالنسبة لسوق العمل الحالي خاصة فيما يتعلق بمجموعة الأعمال الروبوتسية والتي كانت تستغل سابقاً طاقة بشرية بشرية مباشرة. ومن الطبيعى حدوث مخاوف لدى المجتمع نتيجة لأثر مزعج محتمل على فرص الحصول على فرصة عمل جديدة وسط حالة غير مؤكدّة بشأن نوعية مهارات العمالة اللازمة بعد اندماج أدوات الذكاء الصناعية. ويتوجب هنا على الحكومة التدخل بسرعة واتخاذ قرارات استشرافية تهدف لمساعدة الأفراد الأكثر عرضة للإصابة بفقد وظائفهم وتحويل تركيزهم نحو مجالات أخرى أكثر طلباً ويناسبين مستوى تدريبهم الأكاديمي السابق. فعلى سبيل المثال، قد يُفضى الأمر باتجاه دعم دورات التأهيل المهنية للأسر المنتجة أو تقديم خدمات التدريس الإلكتروني المجانى عبر المنصات المفتوحة لتحسين جودة التعليم وتعزيز مستويات الوعي والثقافة المجتمعية بهدف مواجهة التحول الكبير القادم كنتائج منطقية لحلول الذكاء الصناعي المتنامية.
وفي النهاية، يظهر الواضح بأن حاجة العرب ملحة للاستعداد بشكل أفضل لما سيأتي من خيارات ذات تأثير كبير وذلك بالإقرار المبكر باعتباراته الأخلاقية والنظامية قبل انطلاق مطرد لنظم إدارة الذك