- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
القرير التفصيلي:
تُعد ظاهرة التطرف إحدى القضايا المعقدة والمقلقة التي تواجه المجتمعات الإسلامية والعالم الحديث. فبينما يدعو الإسلام إلى التعايش السلمي والوسطية واحترام حقوق الآخرين، فإن بعض الجماعات تزيّف تفسيره للترويج للأيديولوجيات العنيفة المتطرفة. وفي هذا المقال سنستعرض جذور هذه الظاهرة وكيف تساهم عوامل مختلفة -دينية واجتماعية واقتصادية وأخرى سياسية- في تغذيتها.
في البداية، ينبغي التأكيد على أن التطرف ليس جزءًا أصليًا أو متفق عليه ضمن العقيدة الإسلامية. فقد كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يطبق مبادئ الحكمة والرحمة والمعاملة الإنسانية تجاه الجميع بلا استثناء. ولكن مع مرور الوقت ظهرت تفسيرات منحرفة للدين أدت إلى نشوء أفكار متطرفة تدعي امتلاك الحق المطلق دون مراعاة للحقائق التاريخية الدقيقة للنبي والأحاديث الشريفة الواردة عنه.
ومن بين العوامل المحلية المؤثرة، نجد الفقر البطالة وعدم العدالة الاجتماعية، والتي تعد أرضاً خصبة لنمو الأفكار المتطرفة بسبب شعور الشباب بالإحباط والإقصاء الاجتماعي. كما تلعب التربية الأسَرية دوراً حاسماً في تشكيل وجهات النظر حول الدين والدولة؛ حيث إن تقديم نماذج سلوكية وعقائدية غير صحية داخل البيوت قد يؤدي لتغذية تلك الأفكار لدى الأطفال والشباب فيما بعد. بالإضافة لذلك، يلعب الإعلام دور مؤثر آخر عبر بث مواد تحريضية وتمييزية تستهدف مجموعات محددة بعبارات تجنيسية مسيئة مما يسهم أيضاً بتغذية مثل هذي الأفكار السامة.
على المستوى الدولي، شهد العالم تصاعد موجة الإرهاب العالمية منذ القرن الماضي، وهو الأمر الذي زاد توتر العلاقات الدولية وأدى لمزيدٍ من التدخلات السياسية الخارجية المشبوهة تحت ذريعة مكافحة الارهاب دولياً والذي غالبًا ما يستغلها البعض لتحقيق مصالح خاصة بهم. وعلى الرغم من وجود قوانين دولية ملزمة لمنع تمويل ونشر العنف إلا أنه مازالت هناك ثغرات كبيرة تحتاج لقوانين أكثر صرامة ومراقبة مشددة لوسائل التواصل الرقمية وغيرها لحماية مستقبل الاجيال المقبلة .
وفي النهاية، يكمن الحل الأمثل لهذه الظاهرة في تعزيز التعليم الديني المبني على المصدر الأول والثاني حصراً وهو القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وذلك بالتركيز علي نشر قيم الرحمة والصبر والحوار والتفاهم كبديل عملي للفكر المغلوط. وبذلك يمكن بناء جيل جديد قادرٌ بفطنته وقيمه الأخلاقية الصحيحة بأن يحمي نفسه وبلاده ممن يتستر خلف اسم "الإسلام" ليروج لفكرة خاطئة ضالة تهدد حاضرنا ومستقبل أبنائنا جميعا.